قمتُ بالأمس بتسجيل الدخول لأول مرة إلى خريف ترارزة العميقة (المذرذرة وأركيز). كانت الوجهة متنزه "جوخه" ذائع الصيت. بيد أن حداثة طريقه بالأمطار جعل مساره رطبا ولينا ولا يتعاطف مع السيارات التي لا تتمتع بالدفع الرباعي.
مرَّ بنا رجل يبيع العصافير في قفص صغير. ثمن العصفور 50 فرانك. الذين يشترون العصافير يطلقون سراحها لتنال الحرية مجددا(يشترون لها حريتها). لكن البائع يعرف أوكار العصافير وأين سيجدها، فيصطادها مجددا ويعيدها للققص ليبيعها لهم مرة أخرى!
في حديث ودي مع صديق كيميائي، ناقشنا فيه كيمياء الاغتراب الطويل وما يترتب عليها من تأكسد العمر، وما تتطلبه من التفاعل الوجداني والروحي وخاصة التفاعل الاجتماعي.
كان الليل حالكاً والنجوم في السماء كئيبة. وكان كوخنا يتيما مثل أبنائي، يتوسد مساحة فارغة من العمران في حي شعبي مغطى بظلمات التهميش. كنا ننتظر الصباح لنصافح الحياة كما تعودنا مصافحتها دائما بأيدي خشنة وباردة.
أن استمع للغة العربية وأنا لا أفهمها حتى أعرف نوعية إيقاع نبرتها على الأذن. مثلا الألمانية يبدو لي متحدثها وكأن هناك من يخنقه، أما الإسبانية فيبدو لي متحدثها وكأنه يتكلم تحت الماء، وهل العربية ثقيلة و "مغسولة" الإيقاع كاللغة التركية.
أوائل 2020 حكى لي أحدهم قصة عادية، وفي 2021 حكى لي قصة أخرى عادية أيضا. لكنني اكتشفت من خلال التدفق السردي لمعطيات القصة الثانية أن القصة الأولى لا أساس لها من الصحة!
أعرف ملعبا بُني وتهدم دون أن يُلعب فيه كثيرا لأن مقاوله بلطه بالحجارة الصغيرة(كردود لحمر) وتركه للرمال وربما كان تمويله قرضا..
أعرف رجال أعمال أصبحوا كذلك، من خلال ابتلاع مشاريع للدولة ربما كانت قروضا..