في قلب البيت الأبيض، وتحديدًا داخل الجناح الغربي، لم يكن الاجتماع الثاني بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو مجرد جلسة متابعة، بل لحظة إعادة كتابة للمشهد، بحبرٍ خفي وأقلامٍ بلا صوت. لم تُنقل الكاميرات، ولم تُصدر البيانات.
إحدى أخطر نتائج العمليات العسكرية، أو قل الحروب، التي قامت بها إسرائيلُ بعد عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 هو أنَّ إسرائيل، وبقيادة نتنياهو، فرضت واقعاً جديداً وخطراً في المنطقة وهو ما أسميه «الأجواء المفتوحة».
لو كان محمد شكري حياً (1935 – 2003) لكان الآن في التسعين من العمر يتناول القهوة في «الكافيه دو باري» في طنجة، ويكتب فصلاً آخر من «الخبز الحافي» أو «الشطار»، أو تلك الملاحم القاسية من البؤس والعوز والقسوة، ونوم الليالي الجائعة في مقابر طنجة، يدخن أعقاب السجائر، السباس
يطل علينا مجرم الحرب نتنياهو، مرتديًا بدلته السوداء الملطخة بالدم، ليعن في مسرحية هزلية المفاجأة الكبرى: لقد رشحتُ صديقي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام، دعونا نتوقف هنا ونضحك، فحين يرشّح مجرم حربٍ محكومٍ من أعلى سلطة قضائية في العالم رجلًا آخر يسانده في تسليح وتغطية
مرة أخرى تقرر «حماس» «الانخراط» في مفاوضات حول الهدنة. قد يعيش القرار، وقد يلحق سريعاً بما سبقه، فـ«حماس» أدرى بخراب غزة وغبارها، والمجازر التي يرتكبها الوحش كل يوم أمام بلادة العالم أجمع. «تفاهة الشر» في أجلى صورها.
استطاعت الأنظمة العربية منذ الاستقلال المزعوم السيطرة على الشعوب على كل الأصعدة تقريباً، لأنها صادرت كل السلطات وأحكمت قبضتها عليها بحيث بات كل شيء تحت إمرتها.
إن استمرار حرب الإبادة والتطهير في قطاع غزة وما رافقها من سياسات تهجير قسري وحصار وتجويع مع استمرار استهداف المستشفيات وحرق المخيمات فوق رؤوس ساكنيها من مهجرين ومضهدين فلم يبقَ هناك متر واحد آمن في غزة، أقل ما يوصف به أنه وصمة عار في جبين الإنسانية والعالم الذي عجز ع