ليس من أحد ينتظر حكام العرب أن يعترفوا بأنهم يتربعون على عروش الخيانة التاريخية مع سبق الإصرار، من قبل ومن بعد. ذلك لطبيعة وحجم خيانتهم اللامسبوقة تاريخياً لما فعلوه ويفعلوه وما تمنعوا عن فعله.
في بدايات حرب الإبادة على غزة، كانت تصريحات الدبلوماسية الأردنية إيجابية ومختلفة عن مثيلاتها العربية. واعتقدنا خطأ أن النهج السياسي الأردني قد استثنى كارثة غزة من لزومياته.
أًخضعت غالبية بلدان العرب ونزع سلاحها وسيادتها وحُجم اقتصادها بتزاوج روح الاستسلام مع تبني الغرب وأمريكا للكيان ووجوده. وهذا التبني لسببين، الأول كونه لهم مستعمرة بمضمون قاعدة عسكرية بحجم فلسطين.
لا قضية واضحة العدالة في هذا العصر وعبر القرون أكثر من القضية الفلسطينية، ولا أشد خطراً على أمن واستقرار المنطقة والعالم أكثر من استعصائها. ولا خطر يهدد الوجود العربي والإسلامي أكثر أو غير بقاء الإحتلال .
أتأسف من القارئ لخلو جعبتي إزاء التطورات الرهيبة في غزة بوجود 55 دولة عربية واسلامية. حيث لا حل أراه لأزمتنا الا بتوسيع المقاومة على مساحة العالم الصامت على ما يجري.
فهمي أن مصطلح الأبيض والأسود طورناه ليدل على التسمر عند موقف أو رأي أو أيدولوجية ونبذ ما سواها. وأتكلم في هذا عن كل التيارات السياسية ومنها الإسلامية الشريحة الأوسع.
ما يجري في سورية لم يكن من فراغ، بل هو بناء فاسد فوق أخر فاسد، ونموذج لغم مدفون في تراب أقاليم العرب يتوعدها. ومن السطحية أو الضحك على الذقون أن يكون حوار حول اصلاح أو تساؤلات عن ألغاز في بلد حكامه صوريين.