كانت الحادثة التي وقعت خلال المهرجان الغنائي المعروف بالمنطقة التي أقيم فيها في جنوب غرب بريطانيا (غلاستونبري) في شهر يونيو الماضي، تعبيرا عن مشاعر تختلج في نفوس الكثيرين إزاء الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
الصراع بين الحقيقة وأعدائها ظاهرة قديمة تتجدد. فما أكثر الذين يخافون الحقيقة ويسعون لإخفائها في أفضل الحالات، وفي أسوئها قد يعمدون لوأدها واستئصال من يروّجها.
تاريخ المنطقة تعاد كتابته من جديد، وهو مرشح لأن يكون مكتوبا بدماء الشهداء أو حبر الجبابرة، وشتان ما بين النصّين. فمنذ نصف قرن تقريبا تمرّدت الشعوب على محتلّيها وآسريها، وغرست في أرضها نبتة الحرّيّة.
لن تكون منطقة الشرق الأوسط أكثر أمنا بعد العدوان الإسرائيلي على إيران واستهدافها منشآتها النووية والاقتصادية. فقد سبقتها خطوات لإضعاف النفوذ الإيراني على رأسها اغتيال الرموز المقاومة للاحتلال واستهداف محاور التماس مع «إسرائيل» في سوريا ولبنان.
برغم أن الحرب ظاهرة لازمت المسار الإنساني منذ الأزل، فإنها ليست خيارا محبّبا لدى الحكومات أو الشعوب. فمهما كانت نتائجها من حيث النصر أو الهزيمة، فمن يشارك فيها يشعر بالخسارة. وهل هناك خسارة أكبر من إزهاق الأرواح؟ فضلا عما ينجم عنها من خسائر مادية كبيرة.
بينما تحتفل أوروبا وأمريكا بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، تتحرك في أذهان الكثيرين خلجات الحزن والفرح ومشاعر اليأس والأمل إزاء واحدة من أهم نتائجها.