زيارة ترمب لعدد من دول الجزيرة العربية لها دلالات عديدة في الشكل كما في المضمون. فالملاحظة الأولى هي أن هذه هي أول زيارة سياسية يقوم بها الرئيس الأميركي بعد وصوله الى البيت الأبيض لولاية ثانية.
ما زالت الضبابية تسود المشهد السياسي الأميركي بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة المثيرة للجدل وما تلاها من أحداث كاقتحام الكونغرس (او غزوة كما يحلو للبعض!) من قبل أنصار دونالد ترامب والتي كانت ضربة قاسية وربما قاضية لهيبة الولايات المتحدة.
ما زال الاعلام العربي بشكل عام واللبناني بشكل خاص، مع بعض الاستثناءات، يعجّ بالأنباء عن دول الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص دون الانتباه إلى ما يحصل في الكتلة الاوراسية والصين. فالتحوّلات التي حصلت في موازين القوّة دوليا هي لصالح تلك الكتلة المحورية والتي
أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من سورية بعد إعلانه “انتصار” الولايات المتحدة على الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام سلسلة من التعليقات تراوحت بين النقد اللاذع والتشكيك المدروس والترحيب الصريح. فالنخب الأميركية منقسمة في كافة الملفّات المطروحة ب
قضية الخاشقجي، الصحافي الذي اختفى بعد دخوله قنصلية بلاد الحرمين في استنبول، والملابسات التي أحاطت باختفائه قد تشكّل نقطة تحوّل في العلاقات الأميركية التركية والعلاقات الإميركية مع حكومة الرياض. والحملة الإعلامية الغربية وفي طليعتها صحيفة “الواشنطن بوست” المقرّبة جدّ