يبدأ كل شيء بضحكة قصيرة، ساخرة، في مدينة بلا كهرباء. ضحكة تأتي قبل الكارثة. أنتم أيضا، ستضحكون على ما يسمونه “اتفاقا أمنيا”… سيطلّ الرئيس أحمد الشرع بعد أيام، سيبتسم، سيقرأ الجملة ببطء، وسيختم بنفس الابتسامة…
في بلدٍ يصرّ على تسمية نفسه جمهورية، وقف المبعوث الأميركي في القصر الجمهوري وقال كلمة… كان يجب أن تنفجر الأبواب، أن يتطاير الزجاج ويهتز القصر، أن تُرمى الكراسي، أن يُكسر الميكروفون، حين لفظ الكلمة: “حيوانات”… هكذا خاطب توم براك الصحفيين من قلب بيروت، من منصة تحمل علم
أيها القراء، ألم تملوا بعد من هذه الأكاذيب القديمة عن البحر الذي يحمي المدينة؟ دعونا لا نكن ساذجين. البحر لا يحرس أحد، البحر لا يعرف السياسة، البحر مجرد ماء، ومصيره أن يتبخر، والموج ليس إلا حركة فيزيائية بلا معنى.
هل سبق أن وقفتم امام لوحة كوارث الحروب “Los Desastres de la Guerra” لفرانسيسكو غويا؟ هي سلسلة من اثنين وثمانين نقش فني لا مكان فيها للرحمة، تروي ويلات الحروب والمجاعة والموت. تخط العنف والتعذيب، وتقطيع الأشلاء والقتل. هنا جثث بلا هوية بلا رؤوس او أطراف.