عندما استمعت قبل أيام للمبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا السيد توم باراك وهو يهاجم اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت بريطانيا وفرنسا بموجبها العالم العربي إلى دويلات، للأمانة هرشت رأسي. هل أنا في حلم أم في علم.
في عام ألفين واثنين فقدت الوزيرة البريطانية آن وينترتون منصبها كمتحدثة باسم رئيس حزب المحافظين لشؤون الزراعة بسبب نكتة سخيفة. فقد تهكمت الوزيرة أثناء تناولها الغداء مع مجموعة من الأصدقاء والصحافيين في أحد الأندية الرياضية على إحدى الجاليات الأجنبية في بريطانيا.
عندما بدأوا يفكرون بإطلاق بعض مواقع التواصل عالمياً كانوا يبررون ذلك بأن العالم بشكل عام والغربي بشكل خاص قد تدهورت فيه العلاقات الاجتماعية، وانقطعت خيوط التواصل بين الناس، ولم يعودوا يتفاعلون بالشكل المطلوب، وبالتالي جاءت مواقع التواصل لتسد هذا الفراغ الخطير وتعيد ر
ليس هناك أدنى شك، كما ذكرت في مقالي السابق، أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون بمثابة سلطة رابعة حقيقية لا بل برلمان مفتوح فعال في البلدان التي تفتقد للديمقراطية وآليات المراقبة والمحاسبة، لأنها تشكل ضغطاً كبيراً على السلطات لتصحيح مسارها، لكن الفضاء الإلكتروني
ليس هناك أدنى شك أن العالم تغير اليوم بشكل مذهل لم يسبق له مثيل منذ قرون، وخاصة على الصعيد الإعلامي، فقد حصلت تطورات على مدى العقود القليلة الماضية أكثر مما حصل على مدى قرون مع ثورة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والتطور الخارق لوسائل الاتصال.
لا يمكن أن ننكر أبداً أن ما حصل في سوريا على مدى الأشهر الماضية بعد التحرير أشبه بالمعجزة، فقد كان حلماً بعيد المنال لملايين السوريين أن يروا بلدهم وقد تحرر من أقذر وأبشع وأشنع عصابة عرفها التاريخ الحديث.
لا أحد يمكن أن ينكر أن معظم الدول التي تقدمت وتطورت وتحررت على كل الأصعدة اعتمدت النظام الديمقراطي، ولو نظرنا اليوم إلى كل الدول الغربية التي تتسيّد العالم سنجد أنها كلها ديمقراطية. ولا ننسى أيضاً أن عدد الدول التي تعتمد الديمقراطية نظاماً للحكم في ازدياد مضطرد.
لا شك بأن بعض الأنظمة العربية الحاكمة، وخاصة التي ثارت عليها الشعوب وأسقطتها كالنظام السوري المخلوع، هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن دفع بعض الحركات والجماعات والعرقيات والطوائف إلى البحث عن الانفصال.