لم يسبق أن أثار منصب وزارة العدل في تونس ما يثيره هذه الأيام من سخط، ولم يسبق أن أثار واقع القضاء والعدالة فيها ما يثيره هذه الأيام من استهجان، فما بالك إن التقى الأمران.
أحداث عديدة وخطيرة عرفتها تونس في الأيام الماضية، تضاف جميعها إلى ما شهدته مدينة قابس في الجنوب الشرقي من مظاهرات ضخمة ضد التلوث، لتشكّل كلّها لوحة قاتمة تعكس الاختناق السياسي والاجتماعي في البلاد.
غول مخيف في تونس يزداد ضخامة كل يوم ويهدّد بأكل الأخضر واليابس إذا لم يتداعى الجميع للقضاء عليه، أو على الأقل محاصرته بمنع ما يقتات عليه حتى يصاب بالهزال ويموت. هذا الغول البشع هو غول الحقد والتباغض بين المواطنين حتى بات الجميع يكره الجميع تقريبا.
أبرز ما خرجت به قمة شرم الشيخ الأخيرة هو إنهاء حرب الإبادة في غزة وافتضاح فشل تهجير أهلها والتطهير العرقي، أما السلام الذي رفعته شعارا فما زال بعيد المنال للأسف الشديد.
لم تكد القمة العربية الإسلامية في الدوحة تنفض حتى أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا بدء عمليته البرية في مدينة غزة، قائلا إنها المرحلة التالية من عملية «عربات جدعون» وهدفها «تدمير البنى التحتية لحماس حتى القضاء عليها تماما».
«في الخارج يحاولون عدم إثارة الانتباه ويتصرّف أغلبهم بنفس الطريقة، التكتّم على هويتهم، لا يتحدثون بالعبري في الشارع، لا علامات تشير إلى أنهم إسرائيليون، وإذا ما سئلوا من أين هم عليهم تحويل وجهة الحديث»..
لم يكن هناك ما هو مؤلم أكثر، بعد اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لستة صحافيين فلسطينيين بصاروخ حوّلهم إلى أشلاء داخل خيمتهم في ساحة مستشفى الشفاء في غزة، سوى أن تخرج بعض الصحافة الغربية بعناوين وتقارير عن الحدث هي، بلا مواربة ولا تردد، قمة النذالة.
■ كثيرا ما كان فصل الصيف في تونس فترة استراحة لحكامها المتعاقبين، فيه ينشغل الناس بالبحر والأعراس وحفلات المهرجانات المختلفة واستقبال أهاليهم المهاجرين العائدين لقضاء إجازاتهم.
يقول الصحافي الأمريكي إدوارد مورّو في معرض حديثه عما قد يواجهه الصحافي أحيانا من مواقف ومراحل تلتبس فيها عنده الأمور بحدة: «أي واحد لا يكون مشوّشا هو في الحقيقة لا يفهم الموقف».