أظن أن المسافة من حي السيدة زينب إلى حي الحسين في القاهرة هي حوالي كيلومتر ونصف، يمكن قطعها سيرًا على الأقدام في حوالي 15 أو 20 دقيقة، وبالسيارة في حوالي 10 دقائق أو في أكثر من ساعة ونصف، حسب زحام المرور.
سيكون من السذاجة التاريخية أن ننظر إلى الهجمة الشرسة على إيران بعيدا عن منطق الحروب الصليبة، أو عن الفكر السياسي الذي كان وراء إقامة الكيان الصهيوني، بل وعن الخلفية الشعبية لصناعة “الكرواسان”( أو الفطائر الهلالية التي تلتهم في إفطار الصباح) والتي ابتكرها البعض لمواجه
لسوريا في القلب مكانة تجعل من الصعب بل من المستحيل تجاهل ما تعانيه أرض “بردى” اليوم من أحداث مؤلمة، وهي التي كان شعبها دائما داعما للحرية راعيا للأخوة منافحا عن العروبة المناضلة وحصنا من حصون المقاومة ضد الاستعمار.
يُروى أن الساحة الفلسطينية عاشت في الثلاثينيات انتفاضة شعبية عظيمة، وفي حدود ما تعيه الذاكرة فإن قيادات الدول العربية آنذاك سارعت، لا إلى دعم الانتفاضة بل إلى إجهاضها بوعود قُدمت وآمال زُرِعت، وضاعت التضحيات في الهواء.
عشنا هذا العام مرة أخرى مهزلة هلال العيد، ورأينا كيف أن الهلال رُؤي، أو قيل إنه رُؤي، في بلدين بينما لم يرهُ أحد في بلد ثالث يقع جغرافيا بين البلدين أو شرقهما أو غربهما، وفي سماء نقية صافية كأنها ضمير مبشر بالجنة.