عندما نتحدث عن "الأمن" فإننا نتحدث عن صور عديدة تغطيها الكلمة، ومنها: الأمن على النفس، وعلى الدين، وعلى العِرض، وعلى المال. وهذه الصور جوهرية كلها وضرورية لتحقيق "الأمن العام" للمجتمع والإنسان، ولكن الأمن الديني يبقى أعظم ما يتعين الحفاظ عليه.
هناك حقيقة ثابتة غير قابلة للشّك، و هي أنّ التاريخ لا يتحمّل الزور طويلا، و مهما طال الزمن لا بُدّ للحق أنْ ينبلِجَ ذات يوم...كم من حُلم كان يبدو مُستحيلا تحقّق في ظرف جيلنا نحن أبناء ستينات القرن الماضي، أي في غضون خمسين أو ستين سنة من عمر الأمم.
لا أرى من العدل والإنصاف اختزال أي شخص كان إلى عشر كلمات مقتطعات من شريط طويل و عريض. و لا أرى من العدل والإنصاف البحث - بمعنى "التّلوَاد" بالحسانيّة - في حديثه عن تفاصيل و جزيئات صغيرة تكون سببًا لشتمه و شيطنته.
عجيبة هي علاقة بدّن رحمه الله مع الإعلام. كان وهو في زهرة العمر يمر بالمراكز الثقافية في العاصمة ويجمع ما تيسر من الصحف و الجرائد و المجلات، و خاصة منها الصحف والجرائد و المجلات العربية و التقدمية.
ينبغي النظر إلى العلاقة بين الوزير والنظام من باب خصوصيّة الفرد وعموميّة النظام. معلومٌ أن لكل نظام سياسي مساره العام بنقاط قوّته وضعفه ونجاحاته وإخفاقاته, وأفراحه وأتراحه, وأخلاقياته...مسارٌ يشرّفه أو لا يشرّفه.
حضرت عام 1976 عند دار أهل آبّ سيداتي رحمه الله، في مدينة "بطوار" لأمسية غنائية غير عادية بين سدوم و ديمي رحمة الله عليها، و بحضور فحول لغنَ الحساني: الشيخ ولد مكيّ، وباب ولد ولد هدار، رحم الله الجميع، و محمد ولد هدار حفظه الله و عافاه. كانت ليلة جميلة بكل المقاييس.
لا يهمني موضوع التسريبات، لأن أصحابها لو فكروا قليلا لأدركوا أن لا فائدة ترجى منها سوى الضرر والإضرار بالساحة السياسية. ما الفائدة منها ونحن نعلم أننا جميعا لو وقفنا أمام الملأ وتكلمنا مباشرة و بوضوح ما صدّقنا من الناس إلا قليلا؟
عام 1990، كنتُ في مكتبي بالبنكـ (باميس) إذْ دخلَ عليّ السيّد ديدي ولد اسويْدي رحمه الله، وطلب منّي أنْ ألتَحِق به في فندق الأحمدي مساء نفس اليوم في الساعة العاشرة.