تقدّم رئيس اللجنة المركزية لحركة "نداء تونس"، (شقّ الحمامات)، سفيان طوبال، إلى حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس التونسي الذي يقود (شقّ المنستير)، بعرض للصلح والتصالح ودعوة لتجاوز الخلافات، وذلك بعد أشهر من الانقسام الذي ضرب هذا الحزب الحاكم، ويهدد بحرمانه من المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المرتقبة شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني القادمين.
ومنذ شهر أبريل/نيسان القادم، انقسم حزب نداء تونس الذي أسسه الرئيس الباجي قائد السبسي عام 2012 وفاز بانتخابات 2014، إلى شقيّن عرفا بـ"شقّ الحمامات" الذي يتزعمّه سفيان طوبال، قبل التحاق القيادية بالحزب سلمى اللومي به، بعد استقالتها من مهام مديرة الديوان الرئاسي لرئيس الجمهورية، و"شقّ المنستير"، ويقوده نجل الرئيس، حافظ قائد السبسي.
ودعا طوبال في رسالة نشرها، الخميس، على صفحته بموقع "فيسبوك"، جميع الندائيين والندائيات، بما في ذلك الشق المنافس الذي يقوده حافظ قايد السبسي، وكل المنتسبين لحركة نداء تونس، إلى "الالتقاء لتجاوز الاشكالات الخلافية الطارئة حول تقييم مخرجات مؤتمر المنستير والبحث في طي صفحة الخلافات بمنطق الديمقراطية والتوافق والتعالي عن الخصومة المدمرة وبوعي أن لا أحد منتصر، في ما طرأ من خلافات".
وأضاف طوبال أنه "حان الوقت لتحكيم منطق العقل والحكمة من أجل أن يسترجع نداء_تونس كل أبنائه وبناته ويعود مجددا موحدا جامعا وقويا"، معتبرا أنّ تعافي نداء تونس هو "جزء من مسار سياسي كامل يمكن أن يساهم في تعافى البلاد".
وفي المقابل، يبدو أن (شق المنستير) الذي تستهدفه هذه الرسالة، لا ينظر بإيجابية إلى هذه الدعوة، ولا يزال متحفظا إزاءها، ففي وقت أكد المدير التنفيذي للحزب خالد شوكات لـ "العربية.نت"، أنه "لم يتم بعد التشاور بين القيادات حول هذا المقترح"، شدّد المكلف بالإعلام في الحزب والنائب في البرلمان منجي الحرباوي، على أنه "لا مجال للتفاوض والصلح مع هذه الأطراف" التي وصفها بـ "غير الجدّية".
وأضاف الحرباوي في تصريح لـ "العربية.نت،" أنه "لم يعد أي مكان في الحزب لمن أراد إغراق المركب"، مضيفا أن هذه الدعوة لا غاية منها إلا" تحقيق مصالح شخصية ضيقة"، والغرض منها هي "التشويش على مبادرة الرئيس الباجي قائد السبسي لحلحلة أزمة الحزب وإنقاذه، التي ستطرح خلال الأيام القادمة".
وأشار الحرباوي إلى أن الحزب "مفتوح على كل المبادرات الجدية للتصالح والصلح وتجميع الندائيين، ولكن ليس من قبل الأطراف التي تسببت في الأزمة القانونية للحزب وحاولت القضاء عليه".
وفي ظلّ هذا الوضع، يواجه الحزب، إمكانية حرمانه من خوض الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، بعد احتدام أزمته الداخلية ومعركته حول الشرعية وانتقالها إلى القضاء، في وقت هددت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، باستبعاد أي حزب لا يترشح بقائمة موحدّة.
العربية نت