...قبل أن يكون سياسيا محنكا ثم رئيسا لوزراء بريطانيا، كان وينستون تشرشل كاتبا مخلصا لا يشق له غبار، فاز بجائزة نوبل للآداب، وحين قرر العجوز الرحيل صحبة سيجاره الشهير، إلى المعترك السياسي، اصطحب معه ذلك الإخلاص دون أن ينقص مثقال ذرة،
تروي سكرتيرته الخاصة، بأنه وهو يملي عليها خطبه الشهيرة، التي ألهبت مشاعر الجماهير، كان يتوقف أحيانا كثيرة، ليبكي بحرقة، ومع ذلك كان الرجل صاحب نكتة وخفة دم وعرف كيف يرفع معنويات شعبه وكيف يجعله يضحك من بين الأنقاض،
يروى أن أحد جنود البحرية قال له مرة: "إن خسائر العدو التي تحدث بها، سيدي الرئيس، مبالغ فيها كثيرا"، فرد عليه تشرشل:"أنت يا بني تحارب في المحيط الأطلسي، أما أنا فأخوض حربا أخرى في مجلس العموم البريطاني"،
...السياسة أصلا لعبة ثقيلة الظل، ولذلك لابد من أن نطعمها بالنكتة وخفة الدم، حتى لا يقتلنا الضجر، والذين يريدون لنا أن نخوض الانتخابات القادمة، بوجوه متجهمة، وجباه مقطبة، وشفاه مطبقة تحتاج لفترة نقاهة طويلة، لكي تتعلم الابتسام، إنما يريدون أن يسرقوا الفرحة من عامنا الانتخابي الكبير، فلا تطيعوهم،
أدلوا بنكتكم وابتساماتكم، قبل أن تدلوا بأصواتكم،
فالسياسة لا تعني التعاسة...