تقول لنا كتب التاريخ ان ابناء غيطشة (غوتييه) آخر ملوك القوط باندلس ما قبل الفتح تعاملوا مع العرب الغزاة على ان يغدروا بلذريق راعي عرش اسبانية والوصي عليه مقابل ان تترك لهم املاك ابيهم الخاصة وهي 3000 ضيعة متفرقة بالجزيرة الايبيرية.
وكان ماكان...وتسلم ابناء غيطشة املاكهم ومنهم قوامس وائمة..ثم حصل بعد وفاة الابن البكر لغيطشة ان قام كبيرهم من بعده بالاستيلاء على املاكه وحرمان كريمته سارة من ميراثها بسبب كفرها وهوانها على الناس.
فركبت سارة القوطية البحر من المرية ونزلت بثغر عسقلان ودخلت بلاط هشام ابن عبد الملك سيد دمشق والعالم...وتظلمت له فرق لها قلبه فكتب لعامله باعادة املاكها اليها موثقابأمره ان عهد نقل السلطة من الكافر للمسلم عقد واجب الاحترام.
وكانت رحمها الله جميلة.. فتنافس على استمالتها كبراء اهل البلاط وظفر بها عيسى ابن مزاحم الذي ذهبت برسنه الى الاندلس.. وستنجب منه المؤرخ العظيم ابن القوطية وهو المؤرخ الذي اسند اليه كل ما سبق.
صحيح ليس في صفايا ابن القوطية.. سوق واحد.. ولا مدرسة سابقة.. ولا حساب مجحود.. لكنها ضيع باقنانها وحقولها...كروم وزياتين..قصور ورياحين. تملكها اجداده عنوة.. ووصلت اليه بالارث وتقوى ملوك بني امية وتعففهم.
لقد اثارت قضية صفايا الملوك واقطاعاتهم جدلا عظيما في الفقه الاسلامي بشقيه سنة وشيعة..حيث يشترط علماء الشيعة ان يؤخذ منها الخمس اذا كانت اخذت بالقوة والفتح ويؤول ما تبقى منها للسلطان الفاتح لها ويسمونها انفالا ملوكية.. عندهم تسقط املاك الرئيس المنخلع في جعبة خلفه فورا باستثناء الخمس.. والعلة في ذلك دفع الملوك على تجنب تكديس المال الحرام المغصوب غالبا من اموال المساكين وتمتيع حضرهم بسقط سلفه.
ويذهب جمهور علماء السنة الى ان صفايا ملوك الكفر مال خاص للملك المسلم بلا زكاة ولا خمس.. وان اموال الملك المسلم المغلوب لبيت مال المسلمين الا نساء وابناء الملك المسلم المغلوب.. فلا يجوز سبيهم.. واجاز بعضهم مواصلة استرقاق من كان من عبيد الملك المعزول.
اتمنى فتح نقاش فقهي حول صفايا الملوك ...ومعرفة اقوال الفقهاء فيها لنتبين الامر من منظور شرعي ديني بحت.
