في تسعينات القرن الماضي, كنت شابا برأس لم تنقص منه شعرة واحدة, وفم لم يهاجر منه ضرس واحد ولم تكن به ثغور ولا أماكن شاغرة،
كنت مزهوا جدا بشهادتي الجامعية، أيام كان لها بريق يشبه لون الذهب المشغول، على حد وصف السيدة فيروز، لورق شهر أيلول الأصفر، في قرى جبل لبنان الوادعة،
كان خر يجو الإعلام يومها يعدون على أصابع اليدين، وكان يمكن أن أنخرط بحماس في جوقة البشمركة، وهي في بدايتها وما تزال تعزف مقطوعات قابلة للسماع،
بعد كل هذه السنين، أسأل نفسي أحيانا، هل أضعت فرصة عمرك أيها الرجل المعتوه؟ ليس لدي جواب لهذا السؤال، كل ما أعرفه هو أنني كسبت أشياء كثيرة ورائعة، في نهاية المطاف،
من الممتع جدا أن تشيخ قطعة قطعة وأنت متصالح مع نفسك....