إسرائيل مستمرة بحروبها الدائمة بلا رادع على غزة ولبنان والمنطقة!

د. عبد الله خليفة الشايجي

لا وقف لحروب إسرائيل، بعد عام على اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، وبعد 45 يوما على وقف إطلاق النار في غزة بوساطة الرئيس ترامب والوسطاء مصر وقطر وتركيا بوقف الحرب على غزة….وقمة شرم الشيخ وقرار مجلس الأمن 2803 لخطة ترامب بوقف إطلاق النار في غزة-اعتمده مجلس الأمن في 17 نوفمبر الجاري، بأغلبية 13 دولة وامتناع روسيا والصين عن التصويت.
يؤكد القرار برغم غموضه وعدم تحديد مواعيد ثابتة، على إنهاء حرب غزة والحفاظ على وقف إطلاق النار، بإضافة قوة دولية للاتفاق، بترحيب من السلطة مع دعم عربي ودولي. وذلك برغم إعادة الوصاية بـ«مجلس السلام» برئاسة ترامب!! وتجاهل القرار الانسحاب الإسرائيلي الكامل ودور السلطة الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وتناول دور السلطة الفلسطينية بعد إدخال إصلاحات ودورها يأتي لاحقاً-برغم رفض نتنياهو ومتطرفي إدارته أي دور مستقبلي ليس لحماس، ولكن حتى للسلطة الفلسطينية. كما يكتنف الغموض لدور «قوة الاستقرار الدولية» وما هو دورها وكيف ستسحب وتجرد سلاح المقاومة مع بقاء الاحتلال والحصار؟!!
يخدم القرار مصالح إسرائيل وينزع سلاح المقاومة وخاصة حماس!! ولا يضمن وقف إطلاق النار ولا عقاب ومحاسبة وتعويضات ودفع تكاليف إعادة الإعمار! لذلك ترفضه فصائل فلسطينية وانتقدته حماس. وتستمر إسرائيل بعدوانها وتخرق بنود الاتفاق وترفض إدخال المساعدات وفتح المعابر!
تستأنف إسرائيل الحرب باستئناف الاعتداءات وقضم الأراضي وتوسع الخط الأصفر غربا-والتنكيل بالفلسطينيين في غزة والضفة. وإطلاق العنان لقطعان المستوطنين الإرهابيين ليعيثوا فسادا وتدميرا وحرقا وتقتيلا بالفلسطينيين في الضفة الغربية. وحسب صحيفة هآرتس اليسارية الإسرائيلية ـ تصف ما تقوم به إسرائيل بشكل ممنهج بمصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وآخرها تل سبسطية شمال الضفة الغربية-في خرق للقانون الدولي وحل الدولتين، بينما تسمح للإرهابيين اليهود (المستوطنين بشن هجمات متطرفة ضد الفلسطينيين وذلك لإشعال المنطقة-ما يشكل تحديا حقيقيا للرئيس ترامب.

وتلوح إسرائيل بالعودة لاستئناف حربها على غزة ولبنان بحجة منع حماس وحزب الله من إعادة بناء قدراتهما العسكرية التي تشكل تهديدا وجوديا حسب مبالغات نتنياهو وفريق حكومته المتطرف.
وحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفع عدد الشهداء الذين قتلتهم إسرائيل إلى حوالي 400 شهيد منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة في 10 أكتوبر الماضي. وحسب احصائيات موثوقة لكل من وزارة الصحة في غزة ومنظمات تابعة للأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بتساليم ـ قتلت إسرائيل حوالي 400 فلسطيني في غزة ـ بمتوسط 10 أشخاص يوميا في الأربعين يوما الأولى من اتفاق وقف النار. وحسب (يونيسف) منظمة الأمم المتحدة للطفولة ـ استشهد 67 طفلاً وأصيب عشرات الأطفال. «مقتل طفلين في المتوسط يومياً». وسط دمار شامل وعدم توفر أدنى مقومات الحياة بسبب حرب الإبادة الوحشية والجوع والأمراض والتلوث ونقص الرعاية الصحية.
وفي لبنان يستمر العدوان الإسرائيلي على قرى الجنوب لبنان ومخيم عين الحلوة وضد مواقع حزب الله في الجنوب والبقاع ـ وبترهيب الحكومة اللبنانية لتجريد حزب الله من سلاحه.
ويكرر حزب الله أنه لن يسلم سلاحه ـ طالما بقي الاحتلال والعدوان الإسرائيلي على لبنان. واستقلال لبنان يقوم على رفض مواجهة أي مشروع خارجي وتحصين السيادة من التأثيرات التي لا تخدم مصالحه، ولا يمكن التفريط بقوة لبنان ويجب التمسك بجميع الوسائل في مواجهة إسرائيل». برغم توفر النية والعزيمة لدى الحكومة بنزع سلاح حزب الله ـ إلا أنه من الواضح أن الجيش اللبناني لا يملك القدرة المطلوبة لنزع سلاح حزب الله. وأي نوع من السلاح يجب نزعه؟ ومن سينزعه؟ وأين سيتم تخزينه؟
وأكد الرئيس اللبناني في ذكرى استقلال لبنان 82-»نمر بمرحلة مصيرية وسط زلزال من التطورات».. ولا استقلال حقيقي إلا بتحرير وتعمير الجنوب وكل لبنان. والمطلوب ليس فقط حصر السلاح، وقرار السلم حتمي بل حصر الولاء للوطن. وجاهزون للتفاوض برعاية أممية أو أمريكية على أي اتفاق لوقف نهائي للاعتداءات الإسرائيلية. وأكد الرئيس اللبناني جاهزية الجيش اللبناني لتسلم النقاط المحتلة الخمس التي تحتلها إسرائيل في جنوب لبنان».
إحصائية وزارة الصحة اللبنانية-عدد الشهداء منذ اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024-وخلال عام استشهد 331شهيدًا وأكثر من 945 مصابًا جراء استهداف الاحتلال.
وتستمر إسرائيل بالعربدة لتكرس دورها كبلطجي المنطقة وخرق سيادة الدول في المنطقة وأثناء زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ولقائه مع الرئيس ترامب قام نتنياهو ووزير حربه ورئيس الأركان بزيارة مستفزة لجنوب سوريا والإعلان أن إسرائيل لن تنسحب من المناطق التي(احتلتها)منذ سقوط نظام الأسد قبل أقل من عام ولن تسمح بقيام دولة فلسطينية لأن ذلك يشكل تهديداً أمنيا لإسرائيل.
للأسف لا يبدو في الأفق أي حل ينهي بلطجة وعدوان إسرائيل واستمرار حروبها وعدوانها لغياب آليات الردع والعقاب!

نقلا عن القدس العربي

اثنين, 24/11/2025 - 16:15