عن " الآو" وتوقيت زيارات رؤساء موريتانيا إلي الداخل

أقريني أمينوه

تحتفظ سجلات الإدارة الإقليمية في موريتانيا بالعديد من قصص الرؤساء مع الطقس؛ حيث جرت العادة أن يتعلق ساكن القصر الرمادي بفصل  معين من السنة لبرمجة زياراته للداخل . 
كان طيب الذكر معاوية ولد سيد أحمد الطايع يعشق تنظيم زياراته في " حنّان مايه" ففي هذا الشهر الجهنمي من هذه البقعة من الكرة الأرضية ترتفع درجات الحرارة بشكل مخيف؛ عندها يتذكر " معاوية الخير والنماء " أن الوقت  أصبح مناسبا لمغادرة كرسيه الوثير في الطابق الثاني من القصر الرئاسي التي شيده نهاية القرن الماضي .
تنتظم صفوف  السكان في عاصمة الولاية المزورة؛ وينضم إليهم إخوتهم من سكان نواكشوط ويتم استجلاب " لمظلع" من "كرش  البطرون"  في سوق العاصمة وتسيل أنهار من دماء الماعز والضأن وتوزع النحائر على جميع الوحدات القاعدية للحزب؛ وتعم البشائر باقي مقاطعات وبلديات الولاية التي اصطفاها الرئيس بهذه اللفتة !!!
في المرحلة الانتقالية؛ أسهمت الآجال الدستورية لتسليم السلطة في ضغط أجندة المرحوم أعل ولد محمد فال.
كان نواكشوط هو غرفة العمليات؛ ورغم أنه أدى زيارات مشهودة للداخل إلا أن السوق لم ينتعش كثيرا ؛ ظلت رباعيات الدفع جاثمة أمام وكالات سفر BMD. ولم تتحرك آليات شركات الاستقبالات والكرنفالات.
منذ تسلمه السلطة ظهر محمد ولد عبد العزيز كرئيس ميداني بإمتياز... يُصبح في " الحي الساكن " وفي المساء يُعلن إنشاء مقاطعة جديدة اطلق عليها " الظهر".
وبعد سنوات اكتشف جمهور الميدان أن زيارات الرئيس فقدت أهم خاصية يُحبها أهل السياسة والإعلام والترفيه والإدارة المحلية والمنتخبين وكل موريتاني : المال !.
تراجع اهتمام الجمهور بزيارات ولد عبد العزيز في سنواته الأخيرة في السلطة.
هذه الأيام تنتعش السوق المحلية لتجهيز الرحلات الرئاسية في نواكشوط؛ فمن المقرر أن يؤدي رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني زيارة تمتد لأكثر من أسبوع في ولاية الحوض الشرقي .
ستنعش خدمات  الإعلام المحلي وترتفع أسعار اليافطات وكلمات الأغاني وقماش اللثام والثلج والمازوت .
حظ أوفر للجميع !!!

أربعاء, 08/10/2025 - 09:37