لماذا غابت فلسطين عن الفن الموريتاني المعاصر؟

الشيخ معاذ سيدي عبد الله

خلال فترة الثمانينات شكلت فرقة (ناس الغيوان) ظاهرة في الموسيقى الشعبية المغربية.. كانت أغانيها تنبض بروح الشوارع والازقة والحارات الشعبية..
وليس هذا مستغربا من فرقة خرجت من رحم ( الحي المحمدي) بالدار البيضاء…
المستغرب هو حضور القضية الفلسطينية، وقضايا التحرر العالمي في أغاني (ناس الغيوان).. وكان السؤال المتكرر هو : أي مشاعر تلك التي تملكها هذه المجموعة التي جمَعَها الفقر والعوز قبل الفن والغناء؟
من أغانيهم لفلسطين : ( صبرا وشاتيلا)، (الانتفاضة)، ( القسم)… وكلها باللهجة المغربية …
لقد ساهمت ناس الغيوان في زيادة الوعي والتشبث بالقضية الأم.. وجعلت الشباب المنبهر بها في تلك الفترة يتعرف على معاناة الشعب الفلسطيني ويتضامن معه…
تذكرت ناس الغيوان وأنا المهووس بأغانيهم وحكاية فرقتهم..  عندما شاهدت ما مر بنا من مهرجانات ثقافية لم يكلف أغلب الفنانين أنفسهم تقديم أغنية أو موال أو أوبيريت عن غزة أو قضية فلسطين…
نعم .. إن مما يراهن عليه الكيان الغاصب أن تُنسى القضية وأن تذوب جذوة التحمس لها في نفوس الاجيال العربية والاسلامية مع مرور الوقت .. 
ويعرفون أن الادب والفن هما ما يجعل القضية حاضرة دائما وعندما لا يكون لها ذكر فيهما فمعناه أنها انتهت وإلى الأبد ..
رجاء : لا تنسوا فلسطين .. لا تنسوا غزة يا فنانين .. يا مبدعين…
وأنتم يا شعراء :
الشعر ليسَ حماماتٍ نطيرها == نحو السماءِ، ولا ناياً وريحَ صَبا
لكنّهُ غضبٌ طالت أظافرهُ == ما أجْبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا

ثلاثاء, 23/09/2025 - 10:07