مرافعة صحفي يحامي عن الشعب ويدين ولد عبد العزيز
سيدي الرئيس، أيها القضاة الأفاضل، حضرات المستشارين الموقرين،
بصفتي صحفيًا، ونيابة عن جموع الشعب الذي عانى في ظل الحقبة السابقة، أقف اليوم أمام عدالتكم الموقرة حاملاً هذا الملف الذي يحمل بين طياته خمسة أسس قانونية جوهرية. هذه الأسس، التي تجسدت سابقًا في مقالات سطرتها بشجاعة في خضم التضييق والقمع الذي مارسته السلطة الغاشمة على حرية الصحافة والتعبير، تحمل في مضمونها إدانة واضحة للمتهم الجاثم أمامكم في قفص الاتهام.
سيدي الرئيس، أيها القضاة الأفاضل، إن العنوان الأول الذي أتقدم به إلى عدالتكم الموقرة، والمتمثل في عبارتي: (هكذا تأسست دولة العزيزي ولم ينته بعد المخبرون) ليس مجرد صرخة في وجه الماضي، بل هو تذكير دامغ ببداية حقبة اتسمت بتكريس السلطة في يد شخص واحد، هو المتهم محمد ولد عبد العزيز. فمنذ ولوجه سدة الحكم، عمل على ترسيخ دعائم 'دولة عزيزية' قوامها الولاءات الشخصية وشبكة واسعة من المخبرين الذين امتدت أذرعهم إلى مفاصل الدولة والمجتمع، حتى طالت حرية الصحافة والتعبير. هذه البنية التي أسسها لم تكن في خدمة مصلحة الوطن والمواطنين، بل كانت أداة لتعزيز نفوذه وسلطته المطلقة، وقمع أي صوت معارض. وهذا التوجه الخطير هو ما سأفصله في سياق هذه المرافعة من خلال المقالات التي سطرتها في تلك الفترة المظلمة.
(اشير هنا الى عنوان حجاج العراق ولا حجاج شنقيط).
سيادتي رئيس المحكمة، سادتي، من هنا أريد أن أوضح لكم بأن فك هذه الأفكار الطلاسم في هذه العناوين المشفرة التي استخدمتها، وشفرة هذه الكتابات التي كنت أكتبها، كانت كذلك لضمان السلامة، لأنه لو كانت مفهومة في تلك الفترة، لتعرضت للحبس. فهذه العناوين تحمل في طياتها رسائل مشفرة، وأنا هنا لأشرحها لكم وللمحكمة أيضًا.
أضيف إضافة أخرى على أن هذا العنوان الذي يمثل بمثابة السيف الطويل للحجاج بن يوسف الثقفي، فقد استعاره منه أيضًا حجاجنا في موريتانيا سيفًا طويلاً. فإن مفاتيحه من السيارات والعمارات والجرارات لتنوء العصبة من حملها اليوم، وكذلك أريد أن أضيف شيئًا: حتى أنه أصبح يُلقب بقارون موريتانيا، فقد جاء ولد عبد العزيز مترجلاً إلى القصر الرمادي وليس معه أي شيء، إلا أنه امتلك الكثير من الأموال بنهب خيرات الوطن، مما حدى به إلى أن أصبح يُلقب برئيس الفقراء، اللقب البراق الذي جاء به لموريتانيا ليخدع به. ولكنه تحول بعد ذلك في دين الملك بفعل ما نهبه من خيرات الوطن، فأصبح قارون عصره، فأضحى هو الغني وهم الفقراء بدلاً من رئيس الفقراء.
في هذا الملف الذي ذكرت لكم قمت بإدراج هذه المقالات وسأكتفي بذكرها للحصر هنا وهي على النحو التالي:
1 هكذا تأسست دولة العزيز ولم