يمكنني القول إن علاقتي بالصحافة الورقية مرت بمرحلتين رئيستين :
مرحلة المطالعة والنهم القرائي : وكان ذلك بعيدا عن العاصمة، أي في مدينة كيفة.. كنت مهووسا بمطالعة كل جريدة او مجلة تقع عليها عيني .
طالعت أعدادا كثيرة من مجلات : العربي الكويتية، الشراع اللبنانية، الوطن العربي الباريسية، ألف باء العراقية، الحوادث اللبنانية، الجيل اللبنانية، رسالة الجهاد الليبية، الزحف الأخضر الليبية، الصين المصورة، الصين العربية والصين اليوم …
وطالعت من الصحف جرائد مثل : الشعب الموريتانية ( أتذكر أنني طالعت فيها كتاب زارا في مدينة العجائب للأستاذ الشاه عندما كان ينشره على حلقات قبل جمعها في كتاب).
وطالعت اعدادا من صحيفة الجمهورية العراقية ..
بدهي أن يعن لأي منكم سؤال عن كيفية حصولي على هذه المجلات، والحق أن توفرها في مدينة نائية بداية التسعينيات مثير للتساؤل..
بالنسبة للمجلات والصحف العراقية كنت أحصل عليها عن طريق صديق لي كان اخوه قياديا كبيرا في حزب البعث وكان لا يفتر عن زيارة العراق عدة مرات في السنة، وفي كل عودة كان يجلب معه مجلات وكتب عراقية وبعثية، وكنا نطالع ذلك دون معرفة بخلفيتها الإديولوجية أو السياسة ( كانت المطالعة هي كل شيء فلم تكن هناك تلفزة او هاتف أو حتى كهرباء)…
بالنسبة للمجلات الليبية كنت أتزود بها من مجموعة معلمين ليبيين أقاموا في كيفة فترة من الزمن ضمن تعاون تربوي بين ليبيا وموريتانيا، ومن حسن حظي أنهم أقاموا في منزل بنفس الحي الذي أقيم فيه (دار اهل الشرفة) وكنت ازورهم ( زورة طفل منبهر بالغرباء) وكانوا يزودونني بتلك المجلة.
بالنسبة للمجلات اللبنانية ومجلة الوطن العربي فقد كانت متوفرة في مكتبة ( أحمد الهدى) وهو صاحب اول مكتبة في مدينة كيفة ( مكتبة الهدى) وقد ربط اسمه باسم مكتبته وصار معروفا عند الناس باسم ( أحمد الهدى)..
أما جريدة الشعب فقد تكفلت بها مكتبة ( العلم والإيمان) لصاحبها رائد الحراك الثقافي بالمدينة الأستاذ عبدي ولد اسماعيل.. حيث ولدت مكتبته بعد مكتبة الهدى لتصبح المورد الثقافي الوحيد في المدينة ويصبح مالكها أهم داعم وراع للحراك الثقافي الشبابي هناك..
وكانت البعثة الطبية الصينية في المدينة توفر لنا مجلات الصين وخاصة ( الصين المصورة) و ( الصين بالعربية)….
و ( الصين اليوم) ..هذه هي أهم المجلات والصحف التي عايشتها في مسقط رأسي قبل الانتقال لانواكشوط وتدشين مرحلة أخرى مع المراكز الثقافية والمكتبات..
* المرحلة الثانية من علاقتي بالصحافة هي مرحلة الممارسة وسأخصص لها منشورا آخر بإذن الله..