المساء

خالد الفاظل

والنافذة المفتوحة على خطوات العابرين
والشمس وهي تأخذ معها يوما آخر من العمر نحو الأفول
روائح موائد اليوم الرابع عشر من رمضان
العطش وخبز الحطب والنعناع والماء البارد ودخان السيارات الذاهبة نحو البعيد
ابتسامات الأطفال الأبرياء في انحناءات الشوارع والأقدار والحروب والسلام
والعربات المحملة بالعشب الجاف والنساء الكادحات العائدات من السوق
البنادق على الحدود، ومشاعر الحب والضغائن المخبأة في قلوب العابرين
ثم يبدو الإنسان أكثر شيء تعقيدا في هذا الكون المترامي الغموض
ذلك الإنسان الضعيف والكنود، الخصيم والعجول، الهلوع واليئوس والقنوط..
ذلك الإنسان المكرم في البر والبحر والسماوات
ذلك الإنسان العجيب، الذي طوعت له نفسه قتل أخيه
ثم لم يعرف كيف يدفنه، حتى رأى الغراب!
ذلك الإنسان الذي أدار ظهره للخالق نحو عجل، جسد له خوار
إن أدق وصف لطبائع للإنسان، ذلك الذي ورد القرآن
عندما تتبع قصة الإنسان في القرآن، تدرك بأن ذلك الكتاب لا ريب فيه
(( أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى ))

جمعة, 11/04/2025 - 11:36