إنَّ القصــائدَ.. فــــيكَ.. تكْتبُ نَفْسَــها
وأنَا أُراقِــبُـــهَا.. تُــمَــارِسُ طَقْــــسَـها
تَتَوَسَّلُ.. اللُّغَةَ.. البَهِيةَ.. تَعْـــتَـــــــلِي
عَرْشَ البَـــلاغَةِ.. حيْثُ تشْرَبُ كَأسَها
تَسْتَنْفِــرُ الطَّــــاقــاتِ.. مِلْءَ وُجُــودِهَا
تَسْتَنْزِلُ الإلْهَـــــــامَ.. تُرْهِــفُ حِسَّـها
تُلْقِي عَلَى المِرْآةِ.. سِحْـرَ.. جَمَــالِـها
تَزهــو.. بِزيـــنَـتِــها.. تُــؤَنِّــقُ لِبْـــسَها
وتَبُثُّ.. أبْخِــرَةً.. عُطـــــــورًا.. حَـوْلَـــها
تَخْطُـــــو.. بإيقـاعٍ.. تُرَخِّـمُ جَــــرْسَــها
وتُرَتِّلُ المَــزْمُـورَ.. مِلْءَ ضَمِـــــــــــيرهَا
آيَ التَّدَلُّهِ.. ثُمَّ تَـدْخُــلُ قُــــــــدْسَـــها
وتَغِــيــبُ.. فِي جَذْبٍ.. تَــــدُورُ.. بِذاتِهَا
مَعَـها.. تُــــــدُورُ الأرْضُ.. تُكْبِرُ عُرْسَـها
حَتَّى.. إذَا مَا آلَ- مَحْـوًا- صَحْـــــــــوهَا
سَجَدَتْ.. تُزَكِّي..فِي التَّجَلِّي..غَرْسَها
فإذا الحُـــرُوفُ.. بِهَا.. عَنــاقِـــيدُ الـرُّؤَى
حُزَمٌ .. منَ النَّجْــمَــاتِ.. تَغْزُو طِـرْسَها
للهِ.. سِدْرَةُ مُنْــتَـهَى الإبْـــــداعِ.. هَــا
تَسَّـــاقَطَتْ.. رُطَــبًا.. يُسَـابِقُ لَمْسَها
لكَ - سَيِّدَ الحَرْفِ- القَصــائِدُ تَزْدَهِـــي
وجَـــلالةُ البُلَـــغَا.. تُطَـــأْطِـئُ رَأسَــها
فـلَـدَيْـكَ.. مَرْكزُ جَـــــاذِبيتها.. وقِـــــبْــ
ــلـتُها.. مُصَــــلاَّها.. تُقـدِّسُ نَفْــسَها
فلمنْ -سِوَاك- ينِزُّ- مَدْحًا- هاجـــسي؟
مِـدَحِي.. لغيْركَ..لا تُطـاوِعُ هَـجْسَهـا!
فبلاطُكَ.. النُّورِيُّ.. مَرْقَـى هِمَّــــتِــي
و"البُرْدَة" الزَّهْـــــراء.. أعْشَقُ لبْـسَها
لا أبْتَغِي خِلَـعَ السَّلاطِـــــــين.. التي
كمْ ذا تَعَـــرَّى شــاعــــرٌ.. إنْ يُكْسَها
يا سِــينُ.. والقـــــرْآنِ.. إنَّــكَ آيَـــــــةٌ
"اقْرَأْ".. لِأُمِّـــيٍّ .. تُفَسِّــــرُ دَرْسَــــها
بلْ كُنْتَ قُــرْآنًا.. تَجَسَّدَ.. فِي امْـــرِئٍ
يَوْمُ البَرِيةِ.. فِــيهِ.. يَحْســدُ أمْـسَــها