يعتقد البعض أن الهدف من اللغة في هذا العصر هو التفاهم، فالمهم بالنسبة لهم أن يفهم المتلقي ما يريد المتكلم الإفصاح عنه.
إنهم لا يعتقدون بوجود أي تأثير للأخطاء اللغوية والإملائية واللحن المشين على الهدف من اللغة، ولا يعتبرون إبدال الغين قاقا نطقا معيبا، أحرى أن يلقوا بالا لمخارج الحروف وحركات أواخر الكلم، لأنهم يجزمون أنهم بتبليغهم للمضامين يكونون قد أعربوا عن مرادهم، فلا علاقة بالنسبة لهم للإعراب بتغيير أواخر الكلم ولا للبلاغة بالاختصار ولا للفتوة بالفصاحة وسلامة اللسان من هذه العيوب والهنات!
وإذا كنا نعتقد أن فهم المقصود والتعبير عن المراد تعابير لسانية ولغوية، فإننا لن نتجاهل التكريم الذي خصّ الله به بني آدم، لأننا نعتبر أن اللغة ككيان له ضوابطه وقواعده جزء من رحلة شاقة وطويلة عرفها الإنسان أثناء مسيرة التطور، وأنه من الغباء قياس الإنسان على غيره من الكائنات التي تسمع وتفهم بعض الأصوات كالطيور والدواب وحتى الحشرات!
.............................
نقلا عن صفحة الكاتب