خطاب إردوغان ليس على قدر الانتظار

عبد الستار قاسم

منذ بداية الأزمة الخاصة بقضية خاشقجي ونحن ننتظر بيانات من الجانب التركي الرسمي الذي ترك مهمة الإفصاح عن خفايا الأمور أو التكهن بها لوسائل الإعلام. قدم الإعلام الكثير من المعلومات التي لا نستطيع القول إنها نهائية ومصادق عليها رسميا. لا يستطيع المرء من الناحية العلمية الاعتماد على مقولات إعلامية غير مدعمة رسميا وقبولها على أنها حقائق. بقيت الحقيقة معلقة إلى أن أظهرت الأيام اختفاء خاشقجي، وإلى أن اعترف الجانب السعودي بوفاته داخل القنصلية. وبقي الاعتماد على تصريحات الرئيس التركي يلوح فوق رؤوسنا لأنه فضل أن تخرج منه المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام.

وأخير أطل علينا الرئيس التركي بتاريخ 23/تشرين 1/2018. تمسمرنا عند شاشات التلفاز لنسمع شيئا جديدا، لكننا لم نسمع. كرر الرئيس التركي ما نعرفه عن القضية وترك قضايا هامة بدون إجابات. ومن الوارد أنه لا يعرف حول الموضوع أكثر من تكرار ما نعرف نحن. أعاد الرئيس علينا ما تكرر مرارا على شاشات التلفاز في الأيام السالفة، لكن الملفت أنه حول فحوى الخطاب إلى التودد إلى ملك السعودية. أخذ يحسب إردوغان كل كلمة يقولها وينتقي ألفاظه بدقة عالية وتحدث بوتيرة ديبلوماسية مفرطة جدا. ليس من الحكمة معاداة السعودية أو أي دولة أخرى، لكن ديبلوماسية إردوغان كانت فائضة وأكثر من اللازم. بالتأكيد ليس من المصلحة صناعة أزمة مع السعودية، لكن المهادنة الزائد واللين المفرط لا يقل ضررا عن توتير العلاقات.

إنما إردوغان اقترح استجواب المعتقلين في السعودية في اسطنبول، أي اقترح تسليم المتهمين لتركيا، وقال أيضا إن حركة نشطة مثلما شهدته تركيا لرجال أمن سعوديين لا يمكن أن يتم بمعزل عن مستويات عليا، وربما كان يعني MBS أي محمد بن سلمان. ألمح إردوغان بليونة إلى تورط مسؤولين كبار فيما جرى، وألمح أيضا إلى أن السعوديين لا يتعاونون جيدا بخاصة فيما يتعلق بالجثة وبالمتعاون التركي الداخلي الذي من المفترض أنه تسلم الجثة. طلب بصورة غير مباشرة اسم هذا المتعاون.

باختصار، طال انتظارنا ولم تتحسن معلوماتنا. والخوف أن تصدق نبوءتي مع بداية الأزمة التي قلت فيها إن المال أقوى من المبدأ.

رأي اليوم 

خميس, 25/10/2018 - 10:23