حلل_يا دويري ـ قراءة فقهية ـ

أبو سهلة سيد أحمد

قدمت أمس قراءة أصولية مختصرة لهذا الأمر الذي ينيغي حمله على الفور، واليوم أقدم قراءة فقهية لهذه المقولة.

 وأحسن ما يستخدم فيه الفقه والتأصيل نصرة المجاهدين المجمع على جهادهم "الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله".

يعتبر احتفاء المجاهد برميه وإصابته الهدف وتفاخره بذلك من الأمر الجائز أثناء الجهاد، وإليه أشار خليل في مختصره بقوله: "والافتخار عند الرمي والرجز والتسمية والصياح، والأحب ذكر الله تعالى لا حديث الرامي".

وقد أصل الإمام ابن عرفة لهذا حين قال في مختصره الفقهي:

(والافتخار والانتماء للقبيلة حين ظن الإصابة بالرمي جائز، وبذكر الله أحب إلي، كقوله: أنا الفلاني؛ لأنه إغراء لغيره.

روي أنه صلى الله عليه وسلم رمى فقال: "أنا ابن العواتك"، ورمى ابن عمر بين الهدفين وقال: أنا بها أنا بها، وقال مكحول: أنا الغلام الهذلي.

قلتُ: وهو في حين الحرب أوضح، منه قوله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين حين نزل عن بغلته واستنصر: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب»، ومنه حديث مسلم عن سلمة بن الأكوع: خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز وأقول:

أنا ابن الأكوع @ واليوم يوم الرضع).

ونقل المواق عن ابن أبي زيد في النوادر: (وكذلك أمور الحروب بين المسلمين وعدوهم وكل ما كان من القوة عليهم فلا بأس بالمفاخرة فيه، وقد «قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي دجانة حين تبختر في مشيته في الحرب: إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن» . وأجاز المسلمون تحلية السيوف وما ذاك إلا لما أجيز من التفاخر فيه، وكرهوا آنية الذهب والفضة، وأجازوا ذلك في السلاح).

والخلاصة أن ذلك المجاهد بنشوته تلك وفرحه بإصابته لأعداء الله لم يخرج عن بحبوحة الفقه ولا مقتضى أدلة الشرع.

فليهنأ بإصابة وجه الفقه ونحر الأعداء في آن واحد.

أربعاء, 27/12/2023 - 01:17