قبل سنوات، حدثني الرئيس الدكتور محمد ولد مولود عن ملاحظات أبداها له دبلوماسي غربي مخضرم عمل في البلاد إبان حقب من أحكام مختلفة.
ومما قال السفير للرئيس محمد ولد مولود: مشكلتكم في المعارضة أنكم تبنون صورة ذهنية عن كل حاكم عسكري بوصفه انقلابيا غير متعلم وتقنعون أنفسكم بعجزه وفشله المحتوم في السياسة وتنشغلون أحيانا بالتنكيت على خطابات الرؤساء ذوي الخلفية العسكرية وطريقة نطقهم الخاطئ لبعض الكلمات، أما هم فيعملون على سحب البساط من تحت أرجلكم بتبني خطابكم وشعاراتكم التي كنتم ترفعون، ورفع شعارات مثل محو الأمية، التعليم أولا، رئيس الفقراء ومحاربة الفساد. وما فات عليكم هو أن السياسة تتطلب وضوح الرؤية وفعالية الأداء أكثر من حاجتها إلى تميز المسار الأكاديمي والبراعة الخطابية.
———-
الواقع أن تجربة بلادنا السياسية بحاجة إلى تجديد جذري في الخطاب السياسي المعارض حتى يكون أكثر قدرة على التأثير. ومن المهم أن يتأسس هذا التجديد على الاهتمام أكثر بتحليل ميكانيزمات "الفعالية السياسية" التي طالما سمحت لحكام هذه البلاد بالتحكم في الحياة السياسية وإدارة دفتها، معظم الوقت، كل على طريقته الخاصة وبالأسلوب الذي يحلو له أو يراه مناسبا.