همزية العطش

أدي آدب

المــاءُ.. يا للْمَـــــاءِ! أيْنَ المــــاءُ؟َ
عطَشٌ.. هُــنَا.. وهُناكَ.. لا إرْواءُ!
إنَّا تـــرابٌ.. طِينُنا.. ظــــــامٍ.. إلَى
سِرِّ الحيــــاةِ.. المَـــاءِ.. عَزَّ الماءُ؟
إنَّا منَ الصحْــرا جُبِـلْنا.. طــــالما
نَزَّتْ لـنا- بضَمِـــيرها- الصحْراءُ
كانتْ عَزائمُنا عصَا مُوسى.. لها
عَنَتِ الرمـــالُ.. الأجْبُلُ الصمّاءُ
كمْ ذا- بأيْـــــدينا- انْتَزَعْـــنا-عنْوَةً-
سِرَّ البَــــقاءِ.. ومـا هُنـــاكَ بَــقاءُ!
واليوْم.. يقتُلنا الظَّمَاءُ.. وبحْرُنا
والنهْر.. يرْوَى منْهما الغُـــرباءُ! 
مُوسَى ابْنُ عِمْرَانٍ، عَصَاكَ اضْرِبْ بها
مِنَّا الـرُّؤى.. إنَّ الـرُّؤى عَمْـيَاءُ!
أنَّى نَرَى.. والنُّورُ مكْسـوفٌ.. هُـنا
أبَدًا؟ وكمْ بـــــــــيعتْ لــنا الظلْماءُ!
أ قَمِيصَ يُوسُفَ، أيْنَ رِيحُكَ؟ فُحْ لنَا
طـــالتْ سِنينُكَ- يُـوسفُ- العجْفاءُ!
يا مرْيمُ العذْرَاءُ.. هل نلْــقَى لدَى
مِحْرَابِكِ الأرْزاقَ.. حيْث نَشـــــــاءُ؟
عيسى بنُ مَرْيَم.. نحْنُ مِنْ مَرْضى
إلى مَـــــوْتَى.. فلا بُرْءٌ.. ولا إحْيَاءُ
وا صبْرَ أيُّوبَ.. انْتظرْنا.. لم يَجِئْ
"إسْحاقُ".. لا.. كُلُّ العُــهُودِ هُرَاءُ!
اركضْ برِجْلِكَ كـلَّ عَرْشٍ.. لمْ يقمْ
-يوْمًا- على الماءِ.. الأساسُ خَوَاءُ!
يا داودُ.. احْكُمْ بَيْننا.. بالعدْل.. كمْ
يَبْغِي على الخُلَطَا -هُــنا- الخُلَطَاءُ!
نَفَشَتْ- بثرْوَتِنا- القوارضُ.. كلُّها
وتشابَهَ البَقَرُ.. الوُحُـوشُ.. الشَّـاءُ!
صفِّدْ- سُلَيْمَانُ- العَفاريتَ.. التي
عاثتْ بِنا، بَرًّا، وبَحْرًا، لُعِّنَ الطُّلقاءُ!
أو هَبْ لنا الرِّيحَ.. التي تهْوِي، بنا
خَلْفَ الجِـــدَارِ.. بأرْضِنا سُجَـــنَاءُ!
أو هَبْ لنا مَنْ عِنْــــدَهُ عِلْمٌ.. فهَلْ
-مِنْ عرْشِ بلقـيسٍ- دنا الجُهـلاءُ؟
أو هَبْ لنا- باللهِ- هُدْهُدَكَ.. الذي
يأتِي بمــا لمْ تَدْرِهِ الأنْــبَــــــــاءُ!
أو هَبْ لـــنا- يا نُوحُ- فلكَكَ، إنَّنا
غـرْقى.. بطُوفانِ الفسـادِ.. ظِمَاءُ!
يا نارَ أسْعـــــارِ السَّعيــرِ- برَبِّنا-
كُــــوني رَخَـــاءً.. خانَكِ الإطْفاءُ
لا مـــاءَ.. للإطْفاءِ.. إلَّا الماءَ، فِي
فَمِ كُلِّ بُــــــــــوقٍ، لاؤُهُ خَرْسَاءُ!
وإذا تَفَوَّهَ، فالصَّدَى، كاللَّاصـدى:
"الأرضُ أرْضٌ، والسماءُ سمـاءُ"
يا شـاعرَ اللَّاءاتِ، نَبْضُكَ ثَوْرَةٌ
فِي الحَـــقِّ.. لاءٌ.. ثمَّ لاءٌ.. لاءُ!
لا زال وجُهُكَ فيه مَاءُ حَيَـــــائِه
ولِمـاءِ شِعْرِكَ ثوْرَةٌ.. وحَيَـــــاءُ!
صلَّى على المبْعوثِ- ختْما، رحْمَةً-
شِعْري، وصـلَّى حــاؤهُ.. والـــبَاءُ!
يا مانحَ الشعراء روحَ القُدْس، في
سُوحِ النِّضَالِ، بكَ ازْدَهى الشعراءُ
الهائمــــون بكل وادٍ.. عنْدمـــا
لبَّـــوْكَ.. للـــوادي المُقَدَّسِ فاءوا
يا مُرْوِيَ العطْــشى، بفيض يمينهِ
وبِيُمْنِـه كمْ سَحَّتِ الأنْــــــــــوَاءُ!
مهْما ظَمَا مليــــــونُ قلبٍ شاعرٍ
فــلنا- بكوْثَرِ حوْضِكَ- اسْتِسْــقَاءُ
        أدي ولد آدب- 17-8-2023

أربعاء, 23/08/2023 - 14:27