اللغات هنا والجمع والمنع!

أحمدو الوديعة

سأقول لكم ابتداء ما كان يقترض أن أقول لكم ختاما لاتوجد في هذه البلاد الآن لغة جامعة لكن ربما توجد لغات يراد لها أن تكون مانعة.
العربية وهي لغة القرءان كتاب الله المنزل والمرجع الأعلى والأسمى لكل ساكنة هذه البلاد ، وهي اللغة الرسمية بنص الدستور ليست لغة جامعة مع أنها لغة عدد كبير من سكان البلد ولغة امتداد في الفضاء العربي والبولارية والصوننكية والولفية وهي لغات إسلامية  عريقة وأصيلة ولغات وطنية بنص الدستور هي الأخرى ، ولكنها ليست جامعة، مع أنها لغات عدد كبير من المواطنين هنا ولها امتداد في الفضاء الافريقي،أظنني لم أعد بحاجة لأن أضيف لكم إن الفرنسية ليست لغة جامعة مع أنها لغة متحدثة هنا وفي الفضاء المغاربي والأفريقي.
 مع أن اللغة ليست شيئا تفصيليا لكنها مكمن الكثير من الشياطين هنا ففي كل مرة يتحدث أحدهم عن وجهة نظر حولها يتطاير الشرر وتتمايز الصفوف وتندلع مواجهات لغوية لا يتورع أبطالها - غالبا - عن استخدام كل ما في مخازن أسلحتهم اللغوية من ذخائر  وقنابل صوتية وبراميل متفجرة
مرة كتبت مقالا عن تفخيخ اللغات استعرضت فيه تاريخ حروبنا اللغوية المستعرة منذ منتصف الستينات وكيف أن هذه الحروب ترفض أن تتطور لا أعرف هل هو عجز أطرافها عن مواجهة الحقيقة المتمثلة في أن مقارباتهم خاطئة من المنظلق فليس بامكان أي منهم إخلاء المكان من الآخر، أقول ليس بالامكان ولا أقول لا ينبغي ولايجوز ولا يليق حتى لا يتهمني المتحاربون المعاقون باستخدام حديث الوعظ والأخلاق في ميدان منازلة.
خلاصة: التعددية اللغوية في موريتانيا حقيقة مستحيلة الرفع-يقول المناطقة إن رفع الواقع مستحيل- وليس هناك حل لا ينطلق من الاعتراف بهذا الأمر.

خميس, 02/02/2023 - 10:17