حتى لا نظلم أو نظلم…

الحسين بن محنض

من الجائز جدا أن يكون الذين هتفوا البارحة أمام رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بملعب المرحوم شيخا ولد بيديا كانوا يقصدون رئيس نادي انواذيبو عزيز بوغربال، ومن الجائز أيضا أنهم كانوا يقصدون الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، ومن المحتمل أن يكون هتافهم به أمرا مدبرا، فلن يعدم أي شخص شاء ذلك بضعة أشخاص يهتفون له في أي مكان عام بما يريد، كما أنه من المحتمل أيضا أن يكون هتافا عفويا رغب أصحابه من خلاله في التعبير عن تنديدهم بالرفع الجديد لأسعار المحروقات، وهذا شيء يحدث كثيرا في جميع الدول الديمقراطية فالديكتاتوريات هي وحدها التي لا يوجد فيها أي صوت نشاز، ولا يعبر عن أي مغزى آخر يريد له البعض اليوم أن يكون تعبيرا عنه ضد فخامة رئيس الجمهورية، الذي هو أول ممتعض بلا شك من هذه الزيادة التي زادتها كل الدول المجاورة منذ شهور طويلة، بينما ظل هو عاضا بالنواجذ على رفضها حتى صار ذلك غير ممكن من الناحية الاقتصادية للبلد، حرصا منه على تقصير أمدها إن حدثت، ولذلك لا أحد يتوقع ولله تعالى الحمد أن تطول فترة هذه الزيادة، فنحن وجميع المواطنين سواء في الاتفاق على الحرص على عدم وقوعها إلا للضرورة القصوى وفي أضيق الأزمنة، لما لها من تداعيات على النفقات الاجتماعية التي لا أعتقد أنه يوجد رئيس خصص لها من موازنة الدولة ما خصص لها محمد ولد الشيخ الغزواني حيث تضاعفت في عهده عدة مرات، وميزانية التآزر ونفقاتها الاجتماعية التي خصص لها الرئيس 200 مليار أوقية خير شاهد على ذلك، ولا مجال للمقارنة بين رئيس زاد المحروقات زيادة أملتها ظروف دولية قاهرة بعد أن حاول كثيرا أن يتفاداها حرصا على شعبه، وبين رئيس زادها خلال فترة حكمه مرات عديدة، لا لشيء إلا التربح منها على كاهل الشعب..

أحد, 17/07/2022 - 15:59