فشل الدكتور طه حسين في إقناع الانتلجانسيا العربية بأن أغلب ما وردنا عن الحياة الجاهلية ليس حقيقيا ولا صادقا ..
فشل طه حسن لأن حياة الجاهلية مدونة في الشعر وأيامها محفوظة في ذاكرة الزمن بسبب الشعر الذي هو ( ديوان العرب وحافظ مآثرهم)…
كذلك سيفشل من يركب موجة الانتقاص والتفنيد في أن يسلب أولاد امبارك وغيرهم من الامارات تاريخهم وحقيقة ما وصلنا عنهم لأنه مدون في شعر شعراء عاصروا تلك الامارات وعايشوا الأمراء في السراء والضراء وكانوا شهودا على تحولات المُلْكِ وتقلبات الزمن..
قل إن شئت : إن الشعراء يبالغون، يكذبون..
ولكن رغم ذلك لم تصلنا حضارات الأمم ولا ملاحمها إلا عن طريق الشعر..
من كان سيعرف اليونان وملاحمهم لولا هوميروس ؟
من كان سيعرف تاريخ الفرس لولا الفردوسي؟
من كان سيعرف جزء عظيما من تاريخ الهنود لولا المهابهارتا؟
أعتقد أن مشكلة الموريتانيين هي دائما اعتقادهم أن عظمة فلان لا يمكن أن تتم إلا على حساب احتقار علان..
دعونا مثل كل شعوب الأرض، لدينا حقائقنا وأساطيرنا، لدينا تاريخنا المكتوب والمروي، وهذا الأخير أغزر وأبهر …. لسنا نشازا ..
فلماذا كل هذه الحساسية من ذكر إيجابيات غيرنا ..
لماذا نشعر وكأننا مستهدفون في كرامتنا حين نشيد بمناقب غيرنا؟…
ومهما يكن أعود وأكرر : (الشعر الشاهد) أصدق إنباء من لوحات الملتميديا، وما تمنحه من ( وهم المعرفة) لبعضنا…
( الصورة من إلياذة هوميروس )
