دسنه ....

حبيب الله أحمد

( 2)
كانت مساءات اندر تعرف ولدابن المقداد ويعرفها وكان لسان حاله يقول والشمس تنحنى إجلالا ل( صالة محمد لحبيب) : هذه( صالة ) تحبنا ونحبها 
كانت نسائم مساء اندر تظاهر بين بردين من عطر ولدابن المقداد وانفاس البحر المعتقة بعنفوان الشاطئ الصاخب 
كانت ( اندر ) تضج عندما يخرج فتاها الذى شغف نساءها حبا فكن يسترقن اليه النظر من الشرفات اومن ثقوب الابواب فيغمرهن عطره الدافق ليكون حبات مطر تسقى حدائق قلوب تنبت لاشعوريا ورود التوله والهيام 
كان منظره بهيا كطلعته 
شعر مميز طويل يتدلى( مدهونا) ومصففا بعناية فائقة 
دراعتان كانهما ضرتان تتصارعان على قلب وجسد فتى فتيان زمن( اندر ) الجميل 
يقال إنه ذات زمن عراقي جميل كانت السيدة نفيسة بنت الحسن المثنى منتهى الغاية فى الجمال من قرن إلى قدم وهوجمال مغلف بالنسب الشريف المتصل بآل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم 
كانت كما يقال فارعة الطول نخيلية الشعر طولا ليليته سوادا 
كان دخولها للسوق مع صويحباتها يوم عيد لرواد السوق كيف لا وغيمة عطر تمنح كل مشتر وبائع ومتسكع عبقا يحمله لحياة اخرى وحلما يغفو عليه ويتمنى لويطول ويطول 
كانت تاخذ مقتنياتها ثم تتهادى حورية بين صويحباتها فتهتز الازقة وكأن حبات الرمل تتسابق لتقبيل احذية الشريفة الجميلة 
لحظة مغادرتها للسوق يغلق الرجال متاجرهم( لا أعرف هل فى السوق يومها جناح للنساء أولا اعرف ردة فعلهن)
تنزرع العيون كلها نابتة فى قلوب مرتعشة شوقا وهياما 
وكرذاذ العطر يكتفى هذا برؤية  وجه صبوح يجلله الوقار وذلك برؤية قوام ممشوق ويذوب اولئك فى عيون يغتسل سوادها فى بحيرة بياضها الساحر ويغرق هؤلاء فى جلال الخد الاسيل وهكذا 
ماعلينا لنعد لولد ابن المقداد فلعله نسخة مذكرة هذه المرة من شريفة العراق( مع فارق التوقيت)
هو ايضا كان سيره فى مساءات( اندر) مسابقا اصيلالها مشهدا تعنو له وجوه خرد لايمنعهن رقيب ولاحياء ولاعلو جدران من استراق النظر ل( ابى خطاب) مدينتهن التى حول بسمته الفارع نواصيها إلى وديان( عقيق) تضج ب(هند) و(الثريا) و(الرباب) و(سلمى) وإن غيرت علكة مضغها لسان الزمن وكورها تاريخا وجغرافية وعركها منجنونه تلك الاسماء لتصبح( اندو) و(رابى) و(تارى )و(سالى)
ولكن اليس غريبا أن بعد شقة الزمان والمكان والأصل واللون لم تغير لسان ابن المقداد فكان طري اللغة العربية صقيل الشعر انيق الاسلوب 
/////
فاصل ونواصل 
*  الحلقة(1) فى أول تعليق 
*  الصورة لاخينا مدير موقع( رياح الجنوب) الأستاذ محمدن ولد عبد الله وهويقف أمام بقايا منزل(دودو سك) ولد ابن المقداد فى ( اندر) سينلوى

خميس, 01/07/2021 - 16:26