وطن يقتله الضجر!

البشير ولد عبد الرزاق

حين تسلم ولد أبيليل رئاسة الجمعية الوطنية من مسعود ولد بلخير، ألقى الرجل خطابا مملا يشبه وجهه قفاه، خلا من أي ذكر أو ثناء على سلفه، كنت أتوقع شخصيا أن يشيد بسلفه وأن يطلب من النواب الوقوف تكريما لعجوز شابت ذوائبه في السياسة، وأن ينزل هو من المنصة لتحيته، لم يحدث شيء من ذلك، ظل مسعود قابعا في أحد أركان القاعة الفسيحة، التي تضج بأعداد كبيرة من المصورين في مثل هذا اليوم، كان وحيدا وكانت نظراته التائهة، توحي بحزن عميق لرجل لم يعد يحس بالانتماء للمكان، هو الذي أمضى هناك أكثر سنوات عمره السياسي صخبا،
نفس الشيء حصل أيضا حين تبادلت منت حمادي المهام مع ولد حمزة في المجموعة الحضرية، كنت أتوقع أن يسلمها مفتاح المدينة، بل كنت أتوقع أن يسلمها مجسما لإحدى حاويات القمامة، إشارة إلى المشكل العويص الذي يواجه العاصمة، وكنت أتوقع كذلك أن ترافقه هي إلى ساحة المجموعة الحضرية، حيث النافورة الكبيرة، وأن يتبادلا الحديث حول كأس من الشاي، ثم تشيعه إلى سيارته، لم يحدث شيء من هذا، كان الجو باردا لدرجة الصقيع والضحكات مصطنعة للغاية،
قليل من اللباقة والأناقة أيها السادة، فالسياسة هي قبل كل شيء تقاليد جميلة ومدهشة تورثها الأجيال للأجيال، وإلا تكون مملة ومضجرة وبائسة، لا يعقل أن نتبادل المهام، بنفس الطريقة التي نتبادل بها مفاتيح الدكاكين في أسواقنا!..

.............................

نقلا عن صفحة الكاتب 

ثلاثاء, 10/07/2018 - 12:11