يقول الفيلسوف الألماني شوبنهاور: “إن أكثر ما يكرهه القطيع هو إنسان يفكر بشكل مختلف، فالقطيع لا يكره رأيه في الحقيقة ولكنه يكره جرأة هذا الفرد في امتلاك الشجاعة للتفكير بنفسه كي يكون مختلفًا وهذا تحديدا ما لا يعرفه القطيع”.
لا يحتاج المرء أن يكون مختصا في علوم البيئة، بل يكفي أن يلتزم الواقعية الواقية من التفاؤل والتشاؤم التي انتهجها الصحافي ديفيد والس-ولز في كتابه «الكوكب غير الصالح للسكن» حتى يستبين الحقيقة التي ما فتئت تزداد وضوحا مع انعقاد كل مؤتمر سنوي للتغير المناخي: وهي أن البشري
يقول جرير بن عطية: «تفرقت غنمي يوماً فقلت لها: يا رب سلط عليها الذئب والضبعا». هذا البيت الشعري البسيط يحمل حكمة سياسية عميقة تصلح لتفسير المشهد الجيوسياسي المعقّد في الشرق الأوسط اليوم. فالذئب والضبع عندما يجتمعان يتناحران على الفريسة، والنتيجة أن القطيع ينجو.
ما كاد الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، يصل إلى الولايات المتحدة حتى بدت ثمار الجهود الكبيرة التي بذلتها الدبلوماسية السعودية طيلة عامين ونيّف من أجل إنهاء حرب غزة، واستعادة القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح...
مثّلت الزيارة التاريخية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لواشنطن فصلاً جديداً من العلاقة بين البلدين. الطامحون لتخريب هذه العلاقة التاريخية والتحالف الاستراتيجي بينهما غير مسرورين هذه الأيام.
كان يوماً استثنائياً في واشنطن، يوماً حملَ منذ اللّحظةِ الأولى إشاراتٍ تتجاوزُ إطارَ الزيارةِ الرَّسمية إلى فضاء أوسعَ من الدّلالات السياسية. لقد كانَ يوماً باهراً بالفعل.
منذ أن بدأت ولايته الثانية، حرص الرئيس الأميركي دونالد ترمب على إعطاء عهده صورة شديدة الاختلاف عن أسلافه. تركز هذا الاختلاف خصوصاً في «المكتب البيضاوي»؛ حيث يختلي الرئيس بضيفه من أجل إعطاء المحادثات الحد الأقصى من الأهمية والتكريم.
لم يسبق أن أثار منصب وزارة العدل في تونس ما يثيره هذه الأيام من سخط، ولم يسبق أن أثار واقع القضاء والعدالة فيها ما يثيره هذه الأيام من استهجان، فما بالك إن التقى الأمران.
تشكّل زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لواشنطن والتقارب السعودي–الأميركي في لحظته الراهنة أكثر من مجرد إعادة الدفء لعلاقة تاريخية بين البلدين، إنه حدث قد يعيد صياغة موازين القوى في الشرق الأوسط، ويضع إسرائيل، بشكل مباشر أو غير مباشر، أمام أربعة احتمالات ك