فخامة رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني كما عرفته

العقيد المتقاعد: إسماعيل ولد الشيخ سيديا

لم يساورني شك في بداية حكم فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، بأنه حكم ستطبعه السكينة والطمأنينة وبأنه سيقلب الجو المشحون الذي تسلم فيه السلطة إلى جو من الوقار والهدوء دون أن يحتاج إلى ضجيج إعلامي أو عمل تسويقي دعائيّ.

عرفت الرجل داخل دهاليز المؤسسة العسكرية، مَعرفة مُشرفة قوامها الحنكة والتجربة والحلم والأناة، يسوس الأمور بعقل راجح، خبير بالاقتصاد والسياسة والقانون، وضليع بالفكر العسكري الذي تلقاه في الكليات العسكرية وخصوصا من الدورات الكبرى التي يخضع لها الضباط عادة، وأهمها "دورة الحرب" التي من خلالها تَعمَّق في كيفية إدارة الدول والمؤسسات وتسيير الأزمات. 

وهذا هو سر عبوره بالوطن إلى برّ الامان في ظرفية حساسة جدا تسلم فيها مقاليد رئاسته، بدأت بقلاقل اجتماعية بعد نجاحه مباشرة فتعامل معها بقوة وحزم ثم ما فتئ سلفه أن حاول جره إلى بوتقات مشبوهة محاولا تنفيذ أجندات سياسية تربك نظامه تارة من بوابة الحزب وتارة من منافذ أخرى أريد لها أن تكون الخطة "ب" للإجهاز على الحكم في مهده، ولكن الرجل الصموت الذي يجمع إلى الحلم قوة الإقدام، تعامل مع الموقف بالسياسة والحنكة، مما مكنه من تحييد من أراد به شرا وعرضه على العدالة لتقول كلمتها فيه. 

ثم جاءت جائحة كورونا التي أتعبت دولا متقدمة وأدخلتها في دوامة من الركود الاقتصادي، فخرجت منها بلادنا بأقل الخسائر وتعامل مع الأزمات الاقتصادية الناتجة عن تلك الجائحة ثم عن حرب أوكرانيا وها هو يحصد ثمار سياساته الحكيمة رغم ما زُرع في طريقه من شوك رفيق الأمس، ورغم الكوارث العالمية. وكان آخر ذلك حصوله على أغلبية مريحة جدا في الاستحقاقات الأخيرة التي أعطت انطباعا جيدا ومؤشرا كبيرا على حسمه للانتخابات الرئاسية المقبلة بحول الله منذ الشوط الأول، وحينها يكون قد أنهى تحديات كبيرة اعترضت سبيله وهيّأ الأرضية لمزيد من العمل لصالح الوطن المحظوظ فعلا برجل بحجم محمد ولد محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني، إذ لولا صبره وأناته وحكمته وقوته وحزمه لكان هذا الوطن في خبر كان، والحمد لله رب العالمين.

العقيد المتقاعد: إسماعيل ولد الشيخ سيديا

أربعاء, 07/06/2023 - 16:26