يُعد العمل السياسي من أكثر المجالات حساسية وتعقيدًا؛ فهو الفضاء الذي تتبلور فيه المسؤوليات وتُرسم فيه الاستراتيجيات، وتُخاض فيه التحليلات والدراسات في مختلف قضايا الشأن العام. وهو كذلك الحاضنة الأولى للتدريب على الرقابة، والتفكير الابتكاري، والمتابعة الدقيقة.
تتأهب موريتانيا لخوض تجربة جديدة من الحوار الوطني، حوار لا يفرضه مأزق سياسي، ولا تمليه استحقاقات انتخابية، بل ينبع من إرادة عليا لصياغة عقد وطني جامع، يعيد ترتيب العلاقات بين القوى السياسية والدولة والم، ويؤسس لمستقبل تُشارك في بنائه كل القوى الحية.
منذ وصوله إلى الحكم، اختار الرئيس غزواني أن لا يحكم بمنطق اللحظة أو الحسابات الضيقة، بل من خلال مشروع إصلاحي يستهدف إعادة ترميم الثقة بين الدولة والمجتمع، وبين مختلف مكونات الطيف السياسي والاجتماعي.
بالمقارنة بين خطابي الأول من مارس 2019 و خطاب الليلة تجلت شخصية المرشح غزواني المتمسكة بمبادئ وقناعات أساسية تم التأكيد عليها اليوم بذات الدرجة قبل خمسة أعوام وخاصة فيما يتعلق ب :
قبل أن تنضج الممارسة الديمقراطية فليس هناك بد من مركزة القرار والمتابعة ، وهذا الاستنتاج ليس سلبيا بالمطلق ، فمركزية الحكم هي نتيجة إيجابية في ظل فساد النخبة ، إذ من الوارد أن يأتي رئيس مخلص ونزيه ووطني ونظيف وفي المقابل ليس واردا على الإطلاق أن يتغير سلوك النخب السي