أعادت غزة التعاريف، و صححت المفاهيم و كشفت الأكاذيب
غزة الصغيرة بجغرافيتها القليلة بسكانها أمام جغرافيا و سكان العالم، حملت على كاهلها عبء توصيل صوت الحق و فضح أصوات الباطل.
موجة من التقلبات السيسيولوجية تغمر مجتمعنا الموريتاني بشكل رهيب، و الخطير جدا أنها بدأت تأخذ شكلا رسميا حتى وصلت إلى منصاتنا الرسمية، الأمر الذي يجعلها تهدد الكيان المجتمعي برمته بل تتعدى إلى الحالة الوطنية ككل.
طوال 37 يوما، تمطرين بسحب النار، و قلوبنا تتفطر آسى، تتفطر من هول ما تشاهده، و تتفطر من المواقف المذلة للعالم العربي و الإسلامي إتجاه العدوان عليك، و رغم ذلك لا تزالين أيتها الأسطورة تفاجئيننا بعزتك و صلابتك و علو همتك و عظيم شانك.
لطالما حدثونا عن التحضر في القرن ال 21، و عن المعايير و القيم و النظم و المؤسسية التي يتشدق بها نخبة عالمنا اليوم، نسمعهم يتكلمون عن العدالة الإجتماعية و المساواة و القانون الدولي و الديمقراطية و الإنسانية و الإحترام و الرأي و الرأي الآخر، و حق تقرير المصير، و غير
يأتي الإنسان لهذه الدنيا طفلا بريئا، و صفحة بيضاء، لكنه يأتي بسمع و بصر و فؤاد، و من خلال ما يرى و يسمع و يشعر به، تتكون أفكاره و آراؤه، و تتشكل نظرته للحياة، و من البديهي أن يكون أول ما يؤثر على أفكاره محيطه، (والديه، أصدقاؤه، أهله، معلمه،...)، لكن حينما يحل عامل آخ
و نحن نودعك أيها الشهر المبارك تحضرنا لحظات استقبالك، كيف جئتنا و يومياتنا تملؤها الانشغالات الدنيوية، و كيف فرضت علينا أجواءك الربانية الروحانية، من الصيام و القيام و الإلتزام.