جميلٌ أنْ يدخلَ إيمانويل ماكرون لبنان في زيارته الجديدة من منزل فيروز. دخله قبل أسابيع من الأحياء المنكوبة وميناء العاصمة المدمر. ولعلَّ الرئيس الفرنسي أراد تذكير اللبنانيين بالجسر الأخير الذي عاند العواصف وهو جسر فيروز. لم يبقَ الكثير مما يجمع بين اللبنانيين.
ماذا تريد تركيا إردوغان من تدخلها العسكري المباشر في ليبيا؟ هل تريد أنْ تكونَ اللاعب الأولَ في هذا البلد الذي يمتلك موقعاً استراتيجياً وثروة نفطية في أرضه ومياهه؟
غداً سيزعَمُ كاتبٌ أنَّه لمَّح قبل أعوامٍ إلى أنَّ وباءً سيدهمُ الكوكب، وسيوزع ضحاياه على القارات والدول. ولا غرابة في الأمر. سمعنا مثلَ هذه الادعاءات بعد انهيار جدار برلين وانتحار الاتحاد السوفياتي.
استولَى الهلعُ من فيروس «كورونا» على سكان «القرية الكونية» واحتلَّ الصدارة في اهتمامات زعمائها وحكوماتها. رجلان بَقِيَا خارج هذه المعادلة الجديدة. الأول فلاديمير بوتين، والثاني رجب طيب إردوغان. في مكتبيهما تقدَّمت نار المواجهات في إدلب على كل ما عداها.
منذ سنوات تحوَّل «مؤتمر ميونيخ للأمن» فرصةً لقياس منسوب القلق الدولي، إذ تلتقي في منصته، كما في ردهاته، المواقف المتناقضة والنزاعات المفتوحة والمخاوف المعلنة والمضمرة من تصاعد أدوار وانحسار أخرى في ظل قناعة راسخة بغياب آلية جدية وفاعلة لضبط المواجهات والتصدعات.
ليست بسيطة هذه المشاهد الوافدة من العراق. إنها قاسية ومؤلمة. ويضاعف من صعوبتها أنه لم يعدْ ممكناً تحميلُ مسؤوليتها لنظام صدام حسين الذي اقتُلع قبل 16 عاماً.