في العام 1983 تم تسجيلي في محظرة بُوتلميتية، كنت قبلها "أمْگمْكي" لدى كتاتيب "علبْ آدرس" التي كنا ننتجع بالقرب منها!
غسلتُ لوحي الخشبي وكتبت عليه أولى السور وحفظتها سريعاً..، إقترحت مُعلمتي على الوالدة رحمها الله ابقائي معها لعدة ايام متعللة بأنني "أجْدّعْ" حاذق و"لَيّنْ راسي"!.
عند إلتحاقي بِتِّيكِيتِنّا في عطلة الخميس/الجمعة قررتُ ألا أعود لتلك الكّهْلةُ السليطة والقمئة فلم أكن قد حفظت سوى تلك السورة وكل واجباتي كانت عبارة عن "أنْهيمْ" وايقاظي صباحاً بالماء البارد!؟؟
أما أصعب شيء مر بي فهو رؤيتي لها تعقاب زميلي "محمْ"، لقد اتهمته بالسرقة ليسهل عليها تعليقه بمعونة الطلبة الكبار ثم انها "اتْنّخْمّتْ" في فم المسكين مرغمة اياه على الأغراف..؟! ، في تلك اللحظة أنهيت علاقتي بعوالم التعليم المحظري ودروبه، مفضلا الاختباء في جوف صندوق من نوع "الشّهْرّه" الحديدي الذي كان ملكا لجدتي عليها رحمات ربي.
لاحقا علمتُ ان محماً أصبح جُوكيراً يعاني من اضطرابات الشخصية وانه فضل البقاء إلى الأبد في أحياء أنواكشوط.











