مقابلة القيادي المعارض ولد بدر الدين مع "الصحراء_Plus" (فيديو)

القيادي المعارض محمد المصطفى ولد بدرالدين – (المصدر: الصحراء)

دعا القيادي المعارض والأمين العام لحزب اتحاد قوى التقدم محمد المصطفى ولد بدرالدين، الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الاستعانة بالخبراء، ليقدموا له تدقيقا عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وعلى أساس ذلك التدقيق يطرح برنامجا للإصلاح.

واعتبر ولد بدر الدين أنه يوافق ولد الشيخ الغزواني في أن التعليم من أهم الأولويات والقضاء على الغبن أولوية كذلك، ملفتًا إلى أنه من الضروري كذلك أن تكون  "القضية القومية من أولوياته، "فالقضاء على الشكوك بين المكونات الاجتماعية يجب أن يكون ضمن أولوياته، وكذلك حل المظالم الإنسانية".

وكان ولد بدر الدين يتحدث في مقابلة خاصة مع صفحة "الصحراء_Plus"، هي الأولى له منذ أشهر.

 

 

غياب اضطراري

كشف ولد بدر الدين عن سبب غيابه عن المشهد العام خلال الأشهر الماضية، فقد "أبعدني المرض عن المشهد العام، فقبل نحو 5 أشهر مررت بوعكة صحية، ما أدى لمكوثي في البيت"، مضيفًا أنه سافر للعلاج خارج البلد.

وقال ولد بدر الدين إنه يتماثل الآن للشفاء بعد تحسن صحته بحمدالله

 

التخيف من الانتظارات

و دعا ولد بدر الدين المواطنين إلى "التخفيف من الانتظارات"، فما يتوقعه الناس من إصلاح للتعليم، وقضاء على الغبن والبطالة، فـ"إن الرجل لا يملك ما يُمكنه منه، ولديه ترِكة من الديون، واقتصاد محطم، والإصلاحات تحتاج إلى الفظة".

وقال ولد بدر الدين إن الرئيس المغادر ترك "ترِكة هائلة" من الديون تُساوي أو تفوق مجموع الثروة الوطنية، فالناتج القومي في البلاد الذي يُقدر بخمس مليارات من الدولار، "هذا دين على موريتانيا، وفق قوله.

وأضاف ولد بدر الدين أن الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبدالعزيز ترك للرئيس المنتخب كذلك "رماد الشركات الوطنية"؛ التي كانت في وقت من الأوقات تقوم بدور اقتصادي كبير، كما ترك له رأسماليين موريتانيين كانوا يقومون بدور كبير في إنعاش الاقتصاد الوطني، منذ 10 سنوات وهم يخضعون لسياسة ضريبية مجحفة ومنافسة غير شريفة من طرف من سماهم "أشباه رجال أعمال صنعتهم السلطة تصنيعًا"، وأصبحوا رجال أعمال في إطار تجديد الطبقة الاقتصادية مثل تجديد الطبقة السياسية.

وخلص ولد بدر الدين إلى القول بأن ما تركه الرئيس من "الترِكة" لن يستطيع معه  الرئيس الجديد فعل "أي شيء"، معتبرا أن الأخير لا يمتلك الإرادة الحقيقية لتغيير النهج الذي وجده أمامه، لأن من يريد تغيير سياسة وجدها أمامه لابد أن يبحث عن أسباب الاختلالات؛ ما أسباب هذه الديون؟، وكيف تحطمت هذه الشركات؟ وما مشكلة البلاد؟، مردفًا، أن من يبحث عن أسباب هذه المشاكل، سيقوده البحث للسياسة التي طبقت في العشرية الأخيرة، وتلك السياسية هي التي أدت إلى هذه الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.

وفي نظر ولد بدر الدين فإن معنى ذلك أن الرئيس الجديد "لَاهِ يَحْكَمْ بَيْدْ صَاحْبُو" ولا يستطيع فعل ذلك، لأن الرئيس المغادر وفريقه هم من يرجع لهم الفضل في ترشيح الرئيس الجديد, وهم من يرجع لهم الفضل في نجاحه، حسب قولهم، وبالتالي لا يمكنه أن يكافئهم بمحاسبتهم، وفق تعبير.

 

 

قرار غير سديد

و وصف ولد بدرالدين قرار ترشح رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بأنه قرار "غير سديد"، لأن المعارضة لم تسانده كلها، ملفتا إلى أنه حتى لو أضيف إليه التكتل فليس لهما حظ في الساحة، و"بالتالي فترشحه، حسب ما ظهر لنا، هو نوع من الانتحار".

واعتبر ولد بدر الدين أن المعارضة التقليدية تشتت في الانتخابات الأخيرة؛ فبعضها توجه إلى الموالاة، وبعضها كالتكتل واتحاد قوى التقدم كوّنوا ما يعرف بائتلاف قوى التغيير لدعم المرشح محمد ولد مولود.

وأكد ولد بدر الدين أنه رفقة آخرين في اتحاد قوى التقدم دعوا إلى أن تتوحد المعارضة حول مرشح واحد، وفي حال استحالة ذلك تدعم مرشحًا رئيسيًا، لكن للأسف لم يحصل ذلك، و"أسباب ذلك يرجع بعضها إلى المعارضة نفسها التي لم تتفاهم على مرشح موحد، وبعض الأسباب تغيب عني".

ورفض ولد بدر الدين أن يكون سبب 2,6 في المائة، التي حصل عليها ولد مولود، هو "التزوير الذي قام به النظام فذلك غير مقنع"، لأن التزوير عانى منه كل مرشحي المعارضة.

وأرجع ولد بدر الدين هذه النتيجة إلى كونها "ثمرة أخطاء متراكمة ارتكبتها قيادة اتحاد قوى التقدم في السنوات الأخيرة، بعض تلك الأخطاء يتعلق بالانحراف على الخط السياسي، والمبادئ، وبعضها يتعلق بالسياسات المتبعة كمقاطعة الانتخابات، خصوصا انتخابات 2013، التي كانت مقاطعة قاتلة، وهناك ما يتعلق بتسيير الحزب نفسه، فلم تكن قيادته ديمقراطية تشاركية، بل طبعها قدر من الفردية، وبالتالي ففي الانتخابات البلدية والنيابية والجهوية الأخيرة حصلنا على إنذار، لأن مرشحنا على اللائحة الوطنية محمد ولد مولود حصل على 2,8 في المائة فقط، كان علينا الاستماع إلى ذلك الإنذار".

وخلص ولد ولد بدر الدين إلى القول بأنه "كان على محمد ولد مولود أن لا يترشح، لكن ترشحه كان مفيدًا لنا، ومكننا من معرفة الوضعية التي نحن فيها، والتي تعني ضرورة تصحيح هذه الأخطاء، إذا كان مهتمًا بوجود اتحاد قوى التقدم في قادم الأيام".

 

اليسار لا يندثر

 

وفي سياق منفصل، قال ولد بدرالدين إن اليسار من الأشياء التي لا تندثر، "لأنه ليس أحزابًا أو شخصيات تدعي أنها تمثل اليسار، فاليسار مجموعة قيم ومواقف تحتاجها البشرية، قيم تتعلق بالعدالة والمساواة، والوقوف إلى جانب الفئات المهمشة والوقوف إلى جانب حقوق الإنسان، الوقوف إلى جانب الأنظمة العادلة؛ التي توزع الثروة بصورة عادلة، وكذلك توزيع السلطة بصورة عادلة"، وهي قيم لا تندثر.

وأشار ولد بدر الدين إلى أن هناك أفكار وقيم لا يمكن للبشرية أن تستغني عنهم، فالبشرية تحتاج إلى العدالة، العدالة بمعنى المساواة بين الناس، وتساوي الفرص، والدفاع عن كرامة الإنسان، فهذه القيم لا تندثر".

لكن ولد بدر الدين يرى بأن حزب اتحاد قوى التقدم بشكله الحالي "في حالة تراجع"، لكنه سيفسح المجال لقوى أخرى، ويمكن أن لا يحصل ذلك الآن أو غدا، وفق تعبيره.

توديع بالعافية

في ختام مقابلته مع "الصحراء_Plus" ودع ولد بدر الدين الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبدالعزيز بالقول "إن من عادتي أن من يغادر "أَعْطِيهْ العافية"، وفيما يخصه هو فإنني أودعه بأني "عَاطِيهْ العافية" فقط"، وفق تعبيره.

و بإمكانكم متابعة المقابلة بالفيديو في ما يلي:

جمعة, 26/07/2019 - 17:50