زميلى الهيبه ...الحرب لن تضع أوزارها و السلام فى هذه الأرض نسبي !/ بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن / قرأت تدوينة للزميل الهيبه ول سيداتى يثنى فيها على البعض،إثر ما سجل من دور للإفراج عن الزميلين ،كان صيدو و أحمدو ولد وديعة .
جاءت هذه الإعتقالات فى خضم نهاية الحملة و ما تبعها،فلماذا نسيت ما حدث معى، ليلة الخميس على تمام الساعة الرابعة فجرا ،اليوم الأخير من الحملة.ألست صحفيا ،ألست زميلا،أم تعلم أن مجرد ذكر اسمى ،لدى زملائى،خصوصا من بعض "ازوايت" القبلة،غير محبذ !.
المشوار بدأ معى ،و ضمن شكوى من طرف زين العابدين،الرئيس الحالي ،لاتحاد أرباب العمل الموريتانيين،إثر بعض التصريحات، حول دورى فى الإفراج يوما، عن هذا المتحايل الدولي،الذى جاء على الأخضر و اليابس ،خصوصا فترة هذه العشرية السوداء الكارثية،المنتظر تواصلها مع "الوكاف" العميل المرتهن،ولد غزوانى.
فأيام كان زين العابدين المتحايل الدولي ناشئا،و عند "خيره محم" الخبر اليقين،غرنى فى أمره ،"مسومي شاطر"،يدعى عبدى سالم،و قال بأن زين العابدين وقتها، سهل بسيط،مجرد شاب نهم يحاكى طباعة "تكات" كزوال،و قد أدخل السجن بتلك التهمة،و أراد هو و محاميه محاولة تبييض ماضيه الممهد لحاضره الراهن الفاضح،عبر اعتقالى و ترهيبى،و قد فشل و سيظل كذلك،فلن نسكت على الباطل.
و مادمت كتبت يا الهيبة ولد سيداتى،عن ما لحق بزميلي،فلما لا تبدأ بمن بدأ به مشوار الابتزاز لسائر سدنة مهنة المتاعب؟!.
كان اعتقالى ليلتها بعد إطلاق الرصاص،و ضمن عملية وسخة بامتياز، دبرها الثلاثي(عزيز-مكت-زين العابدين)،و كان القضاء القذر الوسخ ،مجرد أداة فى يد الثلاثي المغامر الانتحاري،لمواجهة أسد رباني أعزل،لا يخاف إلا من الله،و لا يحسب إلا لكسب رضوانه و البعد عن سخطه .
سحبت من منزلى و أختطفت إلى مكان مجهول،دون إنذار مكتوب أو ملفوظ،من طرف أي جهة قضائية أو أمنية ،فلماذا اكتفيت بذكر حالة الزميلين و تجاهلت حالتى الغابوية المؤلمة،المنذرة بتراجع فاضح، فى ميدان الحريات و الحرمات ،سواءا كانت شخصية خاصة أو عامة،و بوجه خاص ، حرمة السكن و حرية الصحافة !.
ألدرجة إطلاق الرصاص لإخراج الأسد الهصور من عرينه،مستفها لا خائفا وجلا،لتضعوا القيد فى يده على حين غفلة،مدعين أيها الجبناء أن اللصوص حاولوا سرقة سيارتى الشخصية، المركونة أمام بيتى !.
للتذكير كان زميلى الندى و الهيبة ،على مستوى وكالة الأخبار من السباقين، للتضامن الاخوي المهني الأخلاقي الرفيع،عبر نشر خبر توقيفى صباح ذلك اليوم الكئيب العصيب،بعد أن أخبرهم "شقيقى"يحى ولد الحمد،و رب أخ لك لم تلده أمك،لقد بادر هذا السداسي من العائلة و الزملاء لمحاولة كشف الظلم عنى يومها،صباح الخميس٢٠/٦/٢٠١٩:حرمى سلم بنت محمد باب ، يحيى ولد الحمد،الخليل ولد افنان ولد عبد الله،مصطفى ولد الندى،الهيبة ولد سيداتى،الحسين ولد مدو.
اللهم فرج عن هذا السداسي، الوقور الموفق الوفي،سائر كرب الدنيا و الآخرة.
فلماذا نسينى الهيبه عندما كتب فحسب عن الزميلين، صيدو و الوديعه ،و سياق معاناتنا ، الزمني و السياسي واحد،رغم تنويع الخدع ،عبر تنويع الأسلوب و عناوين التهم؟!.
ما أثارنى أكثر من هذا،ثناءك غير المقيد، على المحامى المتناقض الانتهازي،البعيد من المبدئية،إبراهيم ولد أبتى ؟!.
أما تتذكر يا هيبة، أسماء الفريق الرباعي ، المتجانس المشرب الجهوي و الفصيل المجتمعي ،إبراهيم ولد أبتى"أولاد أبيير -إترارزه-ازوايت القبلة،محمد يحيى ولد عمار-قاض سابق- عرف بالرشوة عموما، و خصوصا فترة عمله فى نواذيبو-مصاص دماء-مالك عقارات و ثري-مدلش-اترارزه-من قبيلة علم من ازوايت القبلة ،محمدن ولد إشدو-إداتفاغه-إزاويت القبلة-اترارزه،يرب ولد أحمد صالح-إدوريش-أولاد أبيير-اترارزه.
هؤلاء المحامين الأربعة،منذو دجنبر ٢٠٠٥ و هم يترافعوا ضدى،من أجل دراهم الطريد، محمد ولد بوعماتو،و ذلك بشأن كتابتين فى جريدة الأقصى.
مرة فى الأعداد، ٢٧ و ٢٨ ، من نهاية سنة ٢٠٠٥،و قد انتهى هذا الملف نهاية ٢٠٠٦،برفض بوعماتو اعتذارى له. و قد مثل بوعماتو المحامى إبراهيم أبتى فى تلك الجلسات التفاوضية.
الاعتذار اقترحه وكيل الجمهورية حينها،مما دفعه لحفظ الملف،بلا وجه للمتابعة !.
و قد اتضح لولد بوعماتو و عزيز و إعل ولد محمد فال رحمه الله، و فريق المحامين الرباعي القذر المرتشى فاقدى المهنية و الحياء،صعوبة العراك و النزال معى،مما اضطرهم لرفع درجة تقييم المخاطر الجمة و بذل الغالى و النفيس،إبان الشكوى الثانية،إبان حادثة طائرة مافيا المخدرات بنواذيبو،مايو ٢٠٠٧،حين كتبت بصورة غير مباشرة ،عن علاقة صهركم ولد آده ،عافاه الله، و إعل رحمه الله و بوعماتو،بالملف الكبير اللغز،طبعا ملف المخدرات و تبييض الأموال الطائلة، الوسخة،أصلا و مسارا و مصيرا،دنيا و آخرة .
أخى الهيبة لقد كنت وفيا و متضامنا ،رغم الحرج الكبير،و لقد كنت ملما، و لو نسبيا،بتفاصيل الملف الضخم،من أوجه توقيفاتى كلها و تعذيبى نفسيا و عزلى فى الزنزانات، فى موريتانيا و الإمارات، و تعرف بعض فضائح قضاة هذا الملف التاريخي المقززز!، و تتوقع حجم مبالغ "الأتعاب" أو على الأصح الرشاوى،التى تلقاها بعض قضاة الملف المتورطين و فريق المحامين الرباعي،و من بينهم طبعا إبراهيم ولد أبتى،فكيف تتجرأ على تدبيج أعلى و أغلى و أشرف أوصاف الثناء فى حقه،دون استثناء؟!.
الكثير من أنصار التدين الظاهري، الشكلي الطابع،إن لم يقترن بقيم العمق و الجوهر،يأسف للهزيمة التاريخية، التى لحقت ببعض "ازوايت" القبلة،ضمن ما يسميه "شر بب"، "بب" الذى يروج البعض إنه مانع الزكاة !.
و مهما كانت طبيعة و خلفية و حقيقة مشروع الشهيد، ناصر الدين، رحمه الله،فإن انتصار ضفته ،إن تحقق حينها،ربما سيكون فرصة إصلاحية شاملة،فى جوانب حيوية و جوهرية،لكن تلك الغلبة لو تحققت فعلا،فقد تكرس قيما فى الأصل لا صلة لها،البتة،بالدين الإسلامي الحنيف الخاتم،مثل الابتزاز باسم "التدين المغشوش"، عدم شيوع قيم العدل و التضامن و التواضع ،و حتى قرى الضيف،إلا فيما بين أفراد "عصبة التدين الناقص ربما"،الذى عملت دون كلل على هزيمة من نسميهم "لعرب"، لكنها لم تفلح فى النهاية،عند موقعة "ترتلاس"،و دفن هناك الشهداء!.
و فى مثل هذه الفتن بين المسلمين ،يبعث الناس، على قدر نياتهم و حقيقتها .
أجل المحامى إبراهيم ولد أبتى، كان متعهدا لصالح ولد بوعماتو ضدى،بسبب مقالات فى جريدة الأقصى،فلما هذه المعاييير المزدوجة،فى التعامل معنا،معشر الصحفيين ،أستاذنا إبراهيم أبتى ؟!.
كان المتعهد الرئيسي فى الملف، المحامى محمد يحيى ولد عمار،و الثلاثة الآخرون على نفس شاكلة التعهد النفعي المكشوف الأخرق الأرعن،بل صرح لى شخصيا إبراهيم أبتى،و هو عارف خبير،أن هذا الملف كانت رشاويه جد دسمة. تتذكر يا أبتى، قلت لى أنا شخصيا بالضبط، هذه الكلمات، عند البوابة الخلفية لBNm ، المقر السابق،و كنت مترجلا تحمل حقيبتك !.
لكن يا زميلى العزيز الفاضل المحترم الدكتور الهيبة ولد سيداتى،كما أشرت لك فى العنوان،تلك سنة الله فى أرضه،التى أخبر بها الملائكة إلهاما،"أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء".
فالسلام الصرف نسبي محدود فى أرض البشر،و إنما فى أغلب حالتها تتراوح بين الحرب الفعلية و صورها الأخرى التمهيدية الناعمة المتنوعة.