مواقف المعارضة أوهن من بيوت العنكبوت

الحسن ولد مسعود

منذ مجيء نظام محمد ولد عبد العزيز والمعارضة تبكي دموع العين على حال أوضاع الوطن والشعب ولسان حالها يقول أن الفساد المالي والإداري والاخلاقي قد عم البر والبحر وان الوضع أصبح لا يطاق ،وانه على رأس هذا الفساد يقف رئيس عسكري ليس له علم بفن السياسة ولا علم بتسير المجتمع المدني ،وأعلنت  المعارضة عدة مرات  أنها لن تفاوض ولن تحاور ولن تشار في أي شيء يتعلق بهذا الحكم تحت أي ظرف!لأنها لا تعترف بحكمه ،وتعتبروه حكم منقلب على نظام  مدني(سيدي ولد شيخ عبدالله ) ،وكانت  تهاجمه في كل فرصة إعلامية  وفي كل الميادين ،وعندما أنتهت مأموريته الأولى رفضت المعارضة الدخول معه فإنتخابات رئاسية لعدم إعترافها به كمنافس ،وبعد إنتهاء تلك الإنتخابات قام الرئيس بتوجيه دعوة إلى المعارضة من أجل حوار وطني فرفضت بعض أطرافها  المشاركة فالحوار ،،،لكنها بعد ذالك شاركت معه في إنتخابات برلمانية وبلدية قبل إنتهاء مأمريته الأخير ،وبعد إن أقتربت نهاية مأموريته الأخيرة بدأت المعارضة تلم شتاتها محاولتا الإتفاق على مرشح موحد ،من أجل الإطاحة  بالمرشح الذي ستتقدم به السلطة (محمد الشيخ الغزواني )ففشلت المعارضة في تلك محاولة ولم تتفق على مرشح  موحد ،وبعدها قامت بتقديم مطالب إلى الحكومة كشروط للمشاركة فالسباق الرئاسي المرتقب انذاك، وكانت من ضمن مطالبها تغير اللجنة المستقلة للإنتخابات لعدم شفافيتها حسب تعبيرها وأشياء أخر ،،،فلم تلبي الحكومة تلك الشروط ،فما كان للمعارضة إلا أن تتخلى عن تلك المطالب وتدخل في إنتخابات حكمها طرف للحكومة ،فشاركت فالسباق  الرئاسي لينتهي السباق بنجاج محمد الشيخ ولد الغزواني الذي تم الإعلان عن نجاحه ،قبل إنتهاء فرز النتائج ،فهبت  المعارضة معنلة رفضها بشدة للنتائج وتقدمت بطعون للمجلس الدستوري، وحاولت  أن تعبر عن رفضها للنتائج من خلال الإحتجاج فالشارع فقابلتها الحكومة بالضرب بالقنابل المسيلة للدموع والتنكيل والترهيب بالقوى العسكرية واغلقت مقراتها قبل إنتهاء العملية الإنتخابية ووضعت منازلهم تحت رقابة السلطة العسكرية...

وبعد ثلاثة أيام من إعلان السلطة عن نجاح مرشحها  (الشيخ محمد الغزواني )رجعت  المعارضها عن كل مواقفها حول الإنتخابات رجعت وهي مكسورة الجناحين  مكرهة على القبول بتلك النتائج ومدت يداها متذللة للسلطة مطالبة بحوار وطني ،والعجيب فالأمر أن هذا الطلب جاء قبل تنصيب الرئيس الذي تعرف طبيعة نظام حكمه  ...فلم يكن من السلطة  إلا أن تظهر قبولها مبدئيا بقبول الحوار ،الذي كان من المفروض أن تكون  هي من تطالب به ،وكان ذالك سيكلفها تزالات كبيرة !!(حين  ترون الضحية يطالب الجلاد بالحوار فعلموا أن النتائج ستكون على حساب  الضحية ،لكن بالعكس حين يكون الجلاد هو من يطالب الضحية  بالحوار ...)

هناك معادلات يتفق عليها الجميع وهي مبدأ الحوار هو مبدأ يتفق عليه الجميع في حل القضايا الكبرى ،لكن لكل حوار قواعد يجب أن تتفور قبل الدخول فأي حوار ،فلا أحد يستطيع هضم فكرة أن يجتمع خصمين لدودين لبعضهما في مكان واحد ،وان تتوحد مجموعتان أحداهما تقول أن الدين هو الحل والثانية موصوفة باليسارية وتؤكد عكس ذلك المنطق ،كلها أقطاب متنافرة جدا من حيث الطريقة لكنها كلها قد تجتمع إن كان الامر يتعلق الهدف بقضايا  سامية على الإعتبارات مثل الوطن ،والسلام والأمن ،ومعارضتنا موقرة قد حاولت عدة مرات أن تجتمع رغم أن أهدفها كان لا تتجاوز مصالح خاصة ،وكانت كل معاركها من أجل إسقاط نظام ! كانت معارضتها ذلك النظام  متباينة ففيهم من يعارضه على أسباب موضوعية ويسعون إلى التغير ،ومنهم من يعارضه على أساس حسابات خاصة ومصالح ضيقة ....

وعليه فإننا كنا نرى بعض المعارضة معارضة للنظام بشدة ،ومنهم من يغازله  ،وبقي دورها  محصور فإسقاط النظام  ونسيت دورها في توعية الشعب حول حقوق ووجباته ،ولم تقدر على إظهار مشاكل المواطنين حتى تقيم  الحجة على الحكومة،فأي معارضة هذه ؟وهذا ما افقدها مصداقيتها عند الجماهير وتجاوزها الزمن ؟فكان يجب على المعارضة أن تقنع أنصارها بمصداقيتها  قبل أعدائها ..،

وفي الاخير فإن هذا الحوار الذي تسعى إليه المعارضة والذي لم يسبقه تمهيد بين أطياف المعارضة ، فإنه  عملية  إنتحار للمعارضة و ضربة القاضية عليها...

فسياسة الطغاة تقوم دائما على إحتواء رموز المعارضة وزعماء الحركات  وتوهمهم بانهم شركاء في تسير الحكم ،فتعطيهم من الوظائف أوضعها وأتفهها مناصب لا تسمن ولا تغني من جوع ،لكنها كافية لأنها تجعلهم منهم ،ينطقون بما يدعوا،ويهتفون بما تعلن ،فإذا أقنعوا أتباعهم فذلك كسب عظيم ،وإن تنكروا لها  بعد مولاتها فهم الخاسرين بعد ان فقدوا لدى قواعدهم كل مصداقية ،عندئذ تعود الرعية كما كانت دهماء يوجهونها كما توجه القطعان .

شعب الموريتاني بحاجة إلى معارضة جادة ومنظمة ومخلصة في نهجها وبعدها يحق لها ان تتكلم بإسم الشعب وتشتم بإسم الشعب وليس بحاجة إلى معارضة تبرم به الصفقات عند أول فرصة ....

الحسن ولد مسعود..

اثنين, 15/07/2019 - 11:20