لا يفتأ لفيف من السياسيين، من اليسار و الإسلاميين في موريتانيا، يتحدثون عن أن اللغة العربية تقصي المكون الزنجي في موريتانيا. و الحقيقة أن اللغة العربية تعلمها الفرس بإتقان فلم تقصهم ، و تعلمها العثمانيون و لم تقصهم، و تعلمتها شعوب باكستان و أفغانستان و داغستان و أوزباكستان ، و تعلمها فطاحلة من السينغال و مالي، و تبحر فيها علماء التكرور و السوننكى من الموريتانيين؛ فكانوا شعراء بها و خطباء و أدباء ، و تضلع فيها المستشرقون من مختلف شعوب أوروبا ؛ و لم يسجل التاريخ أن اللغة العربية ، عبر التاريخ، استعصت على من سعى لمعرفتها!
إنما طابور فرنسا ، من النخبة الافرانكونية و الشعوبية عربا و زنوجا، هو من يروج هذا الإفك العظيم ابتغاء التمكين للثقافة و اللغة الكولونيالية اللتين ترتبط بهما مصالح هذه النخب المغتربة ؛ و هي مصالح كان في الإمكان تأمينها و مراعاتها عبر إصلاح لغوي ممنهج متدرج و مدروس يقود في نهايته إلى توحيد إتقان اللغة العربية لدى كافة أبناء الجمهورية الموريتانية، مع إتقان أكثر اللغات العالمية ولوجا للتقانة و العلوم الإنسانية. فلو لم تقم طوابير فرنسا ، و بدعم مالي و منهجي من فرنسا نفسها، بإعاقة استعادة اللغة العربية لمكانتها، لكنا اليوم سعداء بوحدتنا حول لغتنا العربية التي لم تقص أحدا من مكوناتنا تاريخيا، و لكنا خصصنا الجهد المضني، الذي تبذله نخب الاستلاب للتشبث بلغة مليير، لتطوير و ترقية القابليات اللغوية في لغاتنا الوطنية : البولارية و السوننكية و الولفية بالتنسيق مع المتكلمين بها في شعوب إفريقيا !
و هكذا، حكمت علينا هذه النخب أن نظل( شعوبا) تعيش في وطن واحد ، و تدين بدين واحد ، و تنتمي لتاريخ واحد ، و تتداخل سلاليا، و مع ذلك تحتاج لموليير ليترجم بينها !!