صادف إعلان أسماء بعض مسؤولي إدارة حملة المرشح محمد ولد الشيخ محمد احمد الغزواني، وجودي في الحوض الشرقي، فانهال علي كثير من الناس، مباشرة أو بالهاتف، مغاضبا أو معاتبا أو مستفهما عن أسباب غياب أسماء من الحوض الشرقي عن اللائحة المعلنة، وكانت إجابتي واحدة ، وهي قناعتي أيضا، مؤداها أن المرشح فعل خيرا بهذا(الاقصاء) المزعوم حيث اعطى رسالة إيجابية ينبغي أن نستوعبها، ونقرأها على ما هي دالة عليه، أنه ربما أراد بذلك التأكيد على انه لن يقع أسيرا لمحاصصة مقيتة جهوية أو قبلية أو عرقية أو فئوية، بل اختار مفهوم المواطنة والاهلية بدلا من ذاك.
وهذا مبتدإ محمود ننوه به ونساعده وندعو جميع أنصار المرشح إلى دعمه ومؤازرته.
. لأن المرشح إذا دخل من باب المحاصصات والاقتطاعات والمعادلات الصفرية،فلن تفضي به إلا الى مزيد من تقسيم المجتمع وتجزئة المجزء وتنمية مختلف الأمراض الاجتماعية المدفوعة بالطموح الفردي والمصلحة الانانية والانتهازية المفرطة في استغلال المشاعر العامة والخاصة ، تارة باسم القبيلة وتارة باسم الجهة وتارة باسم الشريحة وتارة باسم الفئة والعرق..
وإنني على يقين من أن المرشح لم يرد ان يقصي احدا بعينه او جهة بذاتها او فئة او شريحة إنما هو اختار اشحاصا لا نشك في كفاءتهم جميعا وأهليتهم جميعا لما اختيروا له، اما التحفظ عليهم لكونهم من تلك القبيلة او الجهة أو الشريحة أو لكونهم ليسوا منها فهو المرض الذي يجب ان نواجهه وندعم أي جهد يسعى لمعالجته أو الحد منه.
هذا لا يعني باي حال من الاحوال ان الذين لم يتم تكليفهم بهذا الموقع او ذاك ليسوا أهلا التكليف بل الأمر على العكس من ذلك.. لكنه عندما تكون المواقع محدودة وقائمة الأشخاص _ لله الحمد - طويلة، فالمتوقع بقاء أشخاص أكفاء لم تتسع لهم المواقع.
أقول للذين يتحينون الفرص لاعتبارات سياسية أو انتخابية أو شخصية، أن يتقوا الله في شعبهم ولادهم ويكفينا عن تجيبش المشاعر وتأليب العامة لتعميق فجوات المجتمع وتفتيش مواطن الهشاشة في جسمه البرىء الطيب، المنهك بركوب الانتهازيين الوصوليين.
إن الطريق إلى بناء مستقبلٍ لموريتانيا أكثر عدلا وإنصافا وانسجاما ووئاما وازدهارا لن تكون طريق المقاسمة القبلية والمداراة الفئوية والترضيات الجهوية.