المشكل في مواقف رموز و شيوخ تيار الإسلام المسيس هو احتقارها لأتباعهم . فبالأمس كانوا يقولون لآلاف الموريتانيين الذين يتبعونهم و يقتدون بهديهم في نظام محمد ولد عبد العزيز ما لم يقله مالك في الخمر ، و لم تجدوا له فضلا في أي شيء ، كما كنتم تقولون. و اليوم ، تمدحونه بخصال عمر بن الخطاب ، دون أن يرف لكم جفن أو يندى منكم الجبين !
أفلا يمكن دعم المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد دون التكفير عن معصية المعارضة السياسية السابقة بتبني النظام السابق عليه مجملا و مفصلا و تمجيده بعد معارضته طيلة عشرية قلتم فيها نقيض ما تقولون الآن : نقطة نقطة، و عنوانا و عنوانا ! فما ذا دهاكم : إما أنكم كنتم تكذبون على الموريتانيين و تكتمون عنه شهادة الله في حق نظام كان أمثل نظام سياسي عشناه،و كان من حقه عليكم وطنيا و شرعا، طالما علمتم منه هذه المواقف النبيلة ، أن تكونوا من أركانه و مداميكه، أو أنكم كنتم طابورا خامسا خادما له في صفوف المعارضة !
إن مثل هذه المواقف المتقلبة بهذه السرعة لم أرها في تيار من التيارات السياسية و الإديولوجية التي عايشتها في موريتانيا سوى تيار الإسلام المسيس ؛ و قد ذكرني موقف جماعة " راشدون" بالاعترافات الجماعية لهذا التيار 1994 ابتغاء المصالحة مع نظام معاوية و مصالحه الأمنية ! فسبحان مقلب القلوب !! اللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا اجتنابه، سياسيا و في باقي مجالات الحياة ...
