في موضوع تزكيات المرشحين للرئاسيات ، فإن الأمر في غاية البساطة.
فالنظام الذي اشتغل، و يشتغل منذ معاوية، على التحكم في لعبة الانتخابات و حبسها في درك الاستجابة فقط للشكليات المطلوبة ديموقراطيا، عمل، بإصرار ، خلال الانتخابات النيابية و البلدية على ترشيح العناصر الطيعة لإرادة السلطة ، سواء بطاعة الخوف و الطمع أو بتبعيتها لأجهزتها المتخصصة؛ و ذلك لتوجيهها و استخدامها على النحو الذي يخدم السلطة في الزمان و المكان و الأسلوب و الغرض المطلوب.و هذا ما يفسر إصرار السلطة على منع الأشخاص و الشخصيات التي لم تقبل دخول بيت طاعتها من النجاح في الانتخابات أو التقليل من عددهم بكل الوسائل بتزوير نتائجهم أو بتعريضهم لأبشع و أفحش و أكذب أساليب الدعاية و التشهير لتشويه صورهم و عرضهم على نحو يخالف حقيقتهم، لتنفير المواطنين من التصويت لهم.
و بالعودة لموضوع تزكيات المرشحين ، فقد تناهى إلى علمي أن السلطات( الدرك الوطني بحسب الرواية ) أخذت مسبقا توقيعات كافة المستشارين البلديين التابعين للاتحاد من أجل الجمهوريةو توابعه على استمارات خالية. و هكذا، فإن السلطة هي من زكت المرشحين كلا، باستثناء واحد، أغناه حزب تواصل عنها.
و من هنا، ندرك مدى الصعوبة و الإحراج اللذين يقع فيهما مرشح " معارض " يحتاج لتزكية خصومه، مما يقتضي خضوعه أو مرونته، حتى نتفادى قول تذلله ، لهذا الخصم لغاية ما يقضي حاجته منه في التزكية !
و من هنا ندرك أننا لم نبن بعد معارضة حقيقية للنظام، طالما استمر الأمر على هذه الحال، تحت رحمة النظام ، تفضلا و منعا، لتقدمينا للشعب في أهم انتخابات ، بحسب حاجة هذا النظام لتعدد الترشحات بهدف إضفاء مزيد من الخداع الشكلي للرأي العام الوطني و العالمي بأننا نعيش ديموقراطية و نخوض انتخابات تعددية مفتوحة !
فهل بطل عنكم العجب? و هل أدركتم كيف أن المرشح برام ولد الداه ولد اعبيدي لم يكذب و لم يكن هو من زور التوقيعات ? و كيف أن المستشارين " لم يكذبوا "، هم أيضا، عندما قالوا إنهم لم يزكوا المرشح برامه ?!!
نعتقد أننا كنا موفقين إلى حد بعيد حين وصفنا امتزاج النظام و المعارضة الحالية ب " اتخابيط إظلول "، بعد الحوار السري، و أكبر الضحايا و أسذجها من ذهب بعيدا في تصديق الخطابات !
و لكن السؤال المطروح هو : هل يعقل أن يكون النظام الحاكم بهذا الكرم الحاتمي إزاء مرشحين يشكلون خطرا على خياره، كما يحلو لمعارضتنا الموقرة إبرازه ?
إلى هنا، يبدو النظام الحاكم أبا حنونا بعدالة إزاء كافة أبنائه المترشحين...











