ما تزال عجلة السياسة دوارة، رغم قصر المدة الفاصلة عن الموعد النهائي لتقديم ملفات الترشح لرئاسيات 2019.
منذ إعلانات الترشح، والأيام تبدي من التموقع ما كان خفيا، فبين فسطاطي التنافس، نظاما ومعارضة، أزف الرحيل والترحال، وتبدلت شعارات الولاء والمغاضبة.
من كان جزءا من النظام أصبح عنوان معارضة ومن كان أيقونة نضال معارض أمسى شعلة موالاة تنير طريق سالكيها.
وأصبح التحليل المنطقي للواقع السياسي الآن، كما قصة "مجنون كيفة" (أرمحتون أمشو على جيهة وحدة).
مرشحان خرجا من مشكاة واحدة ، محمد ولد الغزانى وسيد محمد ولد ببكر، فالأول قائد للأركان ووزير دفاع، والثاني وزير أول سابق وسفير حتى تقاعده من الوظيفة.
أختار الأول فسطاط النظام عنوان لترشحه وتموقع الثاني فى فسطاط المعارضة كخيار أولي، وبين فسطاطيهما، توزعت أقطاب الموالاة والمعارضة.
المرشح محمد ولد الغزواني، دعمه رئيس الجمهورية وعلى خطاه سار حزب الاتحاد وبعض أحزاب الاغلبية الرئاسية، ثم زادت الغلة، بقياديين من أحزاب معارضة وشخصيات - ظلت الى تاريخ إعلانه الترشح - من غلاة معارضة النظام.
المرشح سيد محمد ولد ببكر، دعمه وزكاه للترشح، حزب تواصل، أكبر أحزاب المعارضة تمثيلا في البرلمان والمجالس الجهوية والبلدية، ثم زاد الغلة، ببعض أحزاب الأغلبية الرئاسية، وقياديين من حزب الاتحاد، وشخصيات - ظلت إلى تاريخ إعلانه الترشح - من منظرى النظام وداعميه من الصف الأول.
وقبل إعلاني الترشح، كان مخاض المأمورية الثالثة، والمرشح الموحد للمعارضة، هما الشغل الشاغل للرأي العام، ولأن اللعبة كانت تدار لخروج النظام بأقل الأضرار، جاء بالون "بيان الرئاسة"، وعدم التناغم داخل الحكم، وفي الفسطاط الثاني وضعت أوراق المرشح الموحد كخيار وحيد على المعارضة انتهاجه.
استخدم "البالون" لإخراج مرشح ثائر على نظام الحكم الحالي وممسك بخيوط اللعبة، وبعثَرت أوراقُ المرشح الموحد تماسك الجسم المعارض.
وجاء المشهد السياسي، مفصلا على مقاس الحكم، فالمرشح الأول إبن بار للعهد عنده معناه، والمرشح الثاني، إبن بار "للعيش والملح" عنده قيمة.