حول اليسار ...

Saleck Zeid

القوى اليسارية في البلد ما تزال ضائعة، وتحتاج إلى رسم استراتيجيات بعيدة المدى، من أجل أن تكون قوى مؤثرة، ولديها امتداد في الجامعات ومدارس التعليم الثانوي وغيره ..

كما أن من يحملون لواء اليسار من الشباب خصوصا، يحتاجون إلى أن يكونوا قدوة للآخرين، في حياتهم الشخصية وفي آرائهم ومواقفهم ونشاطاتهم على أرض الواقع، وفي محيطهم الضيق.

إن سهول الحصول على لقب "رفيق" ووصف "يساري" جعل من اليسار فكرا فارغا من محتواه، يتلخص في الجرءة على القفز على تقاليد المجتمع، دون أن يكون ذلك بهدف التغيير، بل أسلوب حياة فقط، قد يتغير في أي لحظة.

اليسار أعمق من المصافحة، والتدخين، وممارسة الجنس، والثورة على كل ما هو موجود، وهذا هو اليسار عند #البعض

حسب متابعتي للساحة ومعرفتي بجل الشباب على أرض الواقع، فإن القلة القليلة يمكن أن تحمل لواء اليسار، وهم مختلفون تماما، عن الدفعات التي ظهرت مؤخرا.

اليسار في الحقيقة واقعه مثل واقع الكثير من الأمور، التي تعاني من التمييع في هذا البلد، حتى أصبح الدخول فيها والخروج منها أسهل من شرب الماء.

نحن لا يمكن أن نقول فلان يساري، وعلان ليس يساريا، لكن فكر فلان وأقواله وأفعاله، أشياء تثبت للناس يساريته، من عدمها، وقابليته لتطبيق فكر اليسار تظهر من خلال احتكاكه بالناس، ومواقفه في حياته الشخصية على أرض الواقع، وليس على مواقع التواصل الإجتماعي.

وفي ظل هذه الوضعية، هناك من يعيش على مواقع التواصل الإجتماعي بفكر يساري، في حين يعيش على أرض الواقع بفكر مختلف، قبلي جهوي شرائحي وطبقي.

كما أنه هناك من هو يساري مع الأصدقاء، ورجعي في حضن الأسرة و القبيلة ...

و مادام اليسار يعاني هذه المشاكل، ولم يتجاوزها، فإنه من البديهي أن نرى بعض اليساريين من لحراطين، يتهمون رفاقا لهم من البيظان لأنهم دعموا مرشحا بيظانيا.

ومادام الواقع هذا هو فمن الطبيعي أن ينظر بعض شباب البيظان المحسوبين على اليسار، أن رفاقا لهم من لحراطين، دعموا مرشحا حرطانيا، فقط لأنه حرطاني..

وفي هاتين الحالتين كيف نتحدث عن اليسار، وبعض المحسوبين عليه، ينظرون للقناعات السياسية على أساس شرائحي؟

وفي النهاية أسأل لماذا ليس هناك يسار مؤثر في البلد؟

أحد, 21/04/2019 - 17:35