في الدول المحترمة ذات الأنظمة الشرعية التي تحترم مواطنيها، يعكف خبراء مختصون على إعداد خُطب الرئيس وبياناته لضمان صحتها ودقة المعلومات الواردة فيها، قبل أن يلقيها الرئيس نفسه بطريقته المناسبة...
وفي دول "أخرى" يلقي الرئيس أو "ولي عهده" خطابا "محمودا لمولانا" سبكُه، مهلهل نسجه، خال من المضمون؛ ليس فيه إلا التسويفات والسينات وما تيسر من الأكاذيب...
وبعد ذلك يتنادى الأساتذة الأكاديميون، والخبراء "المتخصصون" في وسائل الإعلام ومواقع التعليم، ليدرسوا ما فيه من الحكم البالغة والعلوم الباهرة، ويكشفوا ما تضمن من الذكاء الاستراتيجي، ويستخرجوا منه كنوزا من البلاغة والنبوءات ودلائل الخيرات...
... مثلما يستخرج "الدهن الحر" من ماء المزن، ويحصد القمح والأرز والفاكهة من سباخ الصحراء القاحلة بدون مطر ولا ري...!!