بورصة الاعتذار و النفي الضمني ترتفع

عبد الفتاح ولد اعبيدن

خرج الرئيس متجها للجنة المؤقتة بمقر الحزب ،ظاهريا للاجتماع بهم و رفع معنوياتهم .لكن فعليا إثر انتهاء الاجتماع كانت الفرصة مع بعض الصحفيين سانحة،ليؤكد دعمه لولد غزوانى ،حيث صرح قبل يومين على وجه التملص و التبرئ ،لم أرشحه بل رشح نفسه .

تلك الكلمة الشاردة، عن سياق الدعم الصريح ،على رأي البعض،عملت فعلتها السلبية فى بورصة غزوانى الحساسة،فاضطر الرئيس للعودة و الاعتذار ضمنيا .

و من وجه آخر نفى ضمنيا قصة الملياري دولار المجمدة فى دبي،و وعد بانكشاف الحقيقة،و مع طلوع شمس اليوم ،بدأت التحقيقات مع بعض الزملاء،ليتفاجأوا بسؤالهم عن الدليل !.

تتحرك اليوم بورصة السياسة و الشائعات و الاحتكاكات .فهل كان لزاما ،تلوين حملة ولد غزوانى، بلون عزيزي فاتح.ينفى عنه تهمة التبييض و النهب و يؤكد دعمه و محورية و مركزية ذلك الدعم ؟!.

كما يبدو أنهم، خائفون من نشاطات صاحبة الجلالة،و مراقبون لها بدقة أحيانا ،لوقعها على ترشح وزير الدفاع ،إلى حد محاولة توريط البعض و إرسال الرسائل التهديدية للسالمين من المساءلة،و الاستدعاء قسرا إلى مقرات التمحيص،المقصور فقط على المستضعفين فحسب،حسب تقييم الملأ،و واهم من يحسب أصحاب الأقلام مستضعفين !.

بالنسبة لى شخصيا لا يمكن أن أجزم بخبر تجميد الأموال الضخمة فى دبي و لا نفيها ،و تلك طريقتى حزما، فقد تكون مثلا،من مهاترات الإعلام بين بوعماتو و عزيز،لكن نهب و تبييض المال العمومي عندنا،موجود و مزمن، و يحتاج للاعتراف و المتابعة الموضوعية ،دون مجاملة للنظام القائم أو تصديق أو تفنيد فى المقابل لأي طرف، فى هذا الصدد .

أما ترشح غزوانى، فقد لا تثبت بورصته بسهولة ،و إنما سيكون فى حالة تدافع شديد، إلى حين رسم خطة دعائية فعالة.

ف "كرة" غزوانى الإعلامية، مازالت فى حالة تدافع إعلامي مؤثر سلبا.

لكن رغبة الكثيرين فى الاستقرار ،و تماسك البلد، اجتماعيا و حوزة ترابية،قد يكون من أهم أسباب الدفع الايجابي بالمرشح الرئاسي محمد ولد غزوانى ،فى نهاية المطاف و المشوار الانتخابي التنافسي .

و حياد مؤسسة الرئاسة ،ضروري و ملح ،لكنه رابع المستحيلات ،للأسف .و تبقى التجربة الديمقراطية نسبية و تدريجية ،و ستبقى بورصة السياسة و الترشحات و التجاذبات الانتخابية ،بين هبوط و صعود، إلى يوم الاقتراع الصعب ،١٦ يونيو ٢٠١٩ .

خميس, 14/03/2019 - 10:36