يقول غاندي فيلسوف الهند: سبعة أشياء تدمر الانسان «السياسة بلا مبادئ والمتعة بلا ضمير والثروة بلا عمل والمعرفة بلا قيم والتجارة بلا أخلاق والعلم بلا انسانية والعبادة بلا تضحية».
كل هذه الأمور موجودة عندنا في موريتانيا..،فالفرقاء السياسين عندنا كلهم ذوي قرون ناطحة ،والجميع ينطح الجميع ،وكل عمليات التناطح بين النظام والمعارضة هي عبارة صراع من أجل المادة أو الكرسي والنفوذ...
واضح من خلال هذه المرحلة التي تمر بها موريتانيا، وبعد عشر سنين عجاف من حكم محمد ولد العزيز ،فإننا اليوم  نشاهد جميع الفرقاء السياسين معارضة، ومولاة كل منهم يقوم بعملية التنغيب في رجالاته ،عن الرجل الذي سيحسم به معركة كرسي الرئاسة في أول جولة ..،ولا يهم إن كان هذا الرجل صالح لقيادة الشعب أو فاسد.. ،لأن المعيار المطروح عند هؤلاء الفرقاء ،ليس المعيار معيار البحث عن رجل المناسب فالمكان ،وإنما رجل يحسم معركة الكرسي ومهما يكن ...وهذا هو منطق ميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة )...
من المعروف أن رجلات النظام بإتفاق الأدلة تفيد على أنهم فاسدون ،وفيهم  إنتهازيين ومنافقون عابرون لكل الأنظمة ..وفي كل مرة يقدمون أنفسهم في ثياب النصاحين  للشعب ،تجد فيهم مسؤول يشهد عليه الجميع بالفساد ،فتجده يتحدث مثل ملاك بأجنحة وينتقد الفساد ،ويقدم رؤى عميقة لمشكلات المجتمع ويقترح حلول عبقرية ،فالوقت الذي يكون فيه قابع في وحل الفساد ،وما محمد ولد الغزواني المقدم من طرف نظام ولد العزيز أوغيره ،إلا أبناء لأنظمة فاسدة سابقة ..
ولكي لا نكون ميثاليين في عالم السياسة ،فإن كل  أمور التي ذكرنها حول رجالات النظام فهي امور بديهية في عالم  السياسة ،فلن تجد فاسد يبرر الفسا ،ولا لصا يجادل في كون السرقة أمر مباح ،ولا إنتهازي يمدح الإنتهازية ،بل الفاسدين والمنافقين هم أكثر الناس احيانا قدرة على إنتقاد الفساد والدعوة إلى التطهير والمكاشفة .....
وبما أننا نعيش في عصر الطمع والجشع ،وزمن البطش بالفقير وإستغلال المحتاج  والملهوف ،فإن المعارضة المناوئة ليست ببعيدة عن وجهها الأخر النظام ،فإن إختيارها لمحمد ولد بوبكر ،ليس على أنه رجل يحمل هموم الشعب ،ولا على نزاهته ولا على إستقامته فالعمل زمنه الوزارة ،وإنما أقترحته لأنها رأت فيه أمل أن يصل بها  إلى كرسي الرئاسة..
ولدينا الكثير من الأدلة والبراهين تفيد بأن الكثير من شخصيات المعارضة قد تورطت مع النظام في صفقات سوداء على حساب الشعب ،وليس ما نراه من خطب مناوئة للنظام إلا شيء جزئي حين تتعارض المصالح ،وليس من أجل الشعب.....
ومن أكبر الأدلة التي تبرهن على أن المعارضة وجه النظام الثاني ،فيظهر ذلك من خلال تجاهلها لندءات الشعب المقهور على الجوع والحيف وهي من الشاهدين ،لكنها لا تجيب لنداء الشعب ،بدل من أن تكون هي الموجه والمعطر للشعب..ومما يثبت على أنه لا فرق بين النظام والمعارضة ،هو في كون هذه المعارضة لا تتحرك ،وتقوم بنشاط ،إلا فالمواسم التي يتحرك فيها النظام،  وكأنها تأخذ أومر تحركاتها بناءا على قرار من النظام..
أما الشعب ،فستظل الحروف معطوبة والسطور مجروحة عن الألفاظ عطشى عن التعبير عن أحوال شعب المحاصر من كل مكان ،ولا  أحد يهتم...















