خطري رحلة عمر مع الكتب

محمد سالم ولد أعمر

رأيت اليوم على صفحة أحد المدونين الافاضل نعي الكتبي خطري ولا اعرف من اسمھ سوى ما تقدم، غير انھ كان صديقي المحبب، طيلة 23 سنة، بدات ھذھ الصداقة مع كتاب النحو الوافي لحسن تمام باجزائھ الاربعة فقد اشتريتھ منھ بمبلغ 4000 اوقية قديمة جئت بھا الى سوق كبتال لأشتري دراعة خفيفة تليق بتلميذ ابن موظف متقاعد.

ثم استمرت العلاقة وتقررت فاقتنيت من بسطتھ عشرات الكتب، ومنھا كتب نادرة واخرى مطرزة بتوقيعات مقتنيھا الأول، كما اقتنيت من مكتبتھ عددا من المصاحف

وفي بسطتھ التي نثر عليھا كتبھ المنوعة، في مدخل صغير بين الدكاكين غربية قريبة من كارفور BMD كانت الثقافة منزوية بين ذلك الركام، متلفعة بوقارھا بين ضجيج باعة الالعاب وملابس الاطفال والنساء، وباعة اللحم والصيارفة، ومحترفي تصليح النظارات

ولم يكن شيء من ذلك يلفت نظر خطري، فھو رجل عاش مع الكتب ومنھا نال رزقھ الحلال لعقود

يشق زبناء خطري ھذا الطريق اليھ، فمنھم المطالع الذي يطيل الوقفة يتصفح كتابا او مجلة ومنھم المقتني، ولكل مھ خطري قصة وقصة مع كتاب.

فاللھ أسأل ان يرحمھ ويغفر لھ وان يجعل سطور ما قرأ زبناؤھ رحمات جارية في قبرھ وبركات باقية في خلفھ.

وكل التعازي لتلك الاجيال التي عبرت ذاك الزقاق الضيق الى مكتبة خطري، وللكتاب والثقافة.

جمعة, 31/10/2025 - 13:21